عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم.
الشرح:
يعني: أن باب التوبة مفتوح، وأن الفرصة مواتية لكل من أراد أن ينيب إلى ربه -تبارك وتعالى، فالله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، وليس معنى ذلك أن من أذنب بالليل لا يتوب إلا بالنهار، فهو يتوب إن شاء ليلاً وإن شاء نهاراً، ولكن كما قال الله تعالى: * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا *[الفرقان: 62]. اي :يتعاقبان ،فهذه الأوقات -الليل والنهار- هي محل للتذكر، وهي محل أيضاً للتعبد وهو الشُّكور العبادة باللسان والقلب والجوارح، وهما أيضاً محل للتوبة يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها وهنا تنقطع التوبة،
فإن التوبة تنقطع بأحد أمرين: هذا أولهما طلوع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها فعند ذلك لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158].
فعندئذٍ لا تنفع التوبة، هذا حد لقبول التوبة على وجه العموم، يعني بالنسبة لعموم الخلق، وهو توقيت زماني لآية من الآيات الكونية، وذلك في آخر الزمان.
وعن النبي ﷺ قال: *إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، *?رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
هذا الأمر الثاني الذي تقف دونه التوبة، لا تقبل معه التوبة، وهو خاص بالأفراد، الأول عام، والثاني خاص، وذلك أن العبد تقبل توبته في خاصة نفسه ما لم يغرغر، يغرغر يعني: تبلغ الروح الحلقوم
فإذا بلغت الحلقوم فعندئذٍ لا تنفع التوبة
/شرح الشيخ :خالد السبت