منتدى فتكات
منتدى فتكات
منتدى فتكات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
لو بتوري على صحبة و لمة و كلام من القلب و بسمة، هتلاقي فتكات بتنادي . يلا تعالي مع احلى صحبة دنيا ودين ...

 

 مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شموعه حلوه
فتكات غالية اوي
شموعه حلوه


الأوسمة : مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Alexa

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Screen16
4569
تاريخ التسجيل : 08/01/2021
العمر : 69
الموقع : الكويت
مرتاحه

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Empty
مُساهمةموضوع: مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه   مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Emptyالأربعاء يوليو 07, 2021 6:32 pm

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه 117


مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Oif11


أجرى الله حكمتَه في تنوُّع العبادات؛ ليربي المسلمين تربية مثالية، تَجعل من أهلها قدوةً صالِحَةً، تنجذب إليهم بسبها أغلبيةُ البشرية المتطلِّعة إلى التحرُّر الصحيح والحضارة الحقيقية، وهذان لا يحصلان أبدًا في مُجتمع يخضع بعضه أو أغلبه لضغوطِ أفراد، ومطالبهم، وتشريعاتهم النابعة من أهوائهم، والخادمة لأغراضهم، والمقدسة والحامية لأشخاصهم فقط، فإنَّ هذا مجتمع متخلف مستعبد؛ لأَنَّ بعضَه أرباب وغالبيته عبيد، فهم مهما حاولوا قلبَ الحقيقة بدعوى التقدميَّة والتحرير، فإنَّها تقدمية إلى العذاب العاجل في الدُّنيا من البؤس، والشقاء، والتنكيل، وفساد الأعراض، وإهدار الكرامة.
 
إنَّها تقدمية نَحو البهيمية، بل البهيمية أفضل، وإنَّها تَحرير من الإنسانية وانسلاخ عنها، وإنَّما يحصل التحرُّر الصحيح، والتطوُّر النافع، والتقدمية الحضارية الصحيحة باطراح هذه الجاهليات الجديدة، التي هي أفظع وأشنع وأسفل من الجاهلية الأولى، التي حارَبَها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وواصل أصحابه من بعده مُحاربتها، وأقاموا الحضارةَ الإسلامية المعروفة التي لا ترى في الدُّنيا كلها من خير إلاَّ وهو من بقاياها وآثارها، وحَرَّروا أكثرَ العالم من رِقِّ الطواغيت السياسيين والرُّوحانيين.
 
فإنَّ الجاهلية مهما تنوعتْ أسماؤها، وزخرفت ألقابها، وطبل لها المطبلون وزمروا، فكلها ترجع إلى معنى واحد وقاعدة خبيثة لئيمة، هي إقامة الفكر البشري إلَهًا على الناس من دون الله، يبرز باسمه من لا يرجع إلى الله في أيِّ شأن من شؤون الحياة، بل قد يبرز هذا الفكر أقزامًا يستهزئون بمقدرات الناس.
 
فمشروعية الله للحج وغيره من عبادات الإسلام المتنوعة: 


هي تحريرٌ لعقلِ الإنسان من الأوهام والأضاليل، التي علقت به من مَكْرِ الدَّجاجلة والطواغيت، وتطهير لقلب الإنسان، وتصفية له من مَحبة غير الله والتعلُّق بغير الله، وتَخليص له من وشائج الأرض والطين وعصبية الجنس المفرقة بين البشريَّة.
 
ولهذا تَجد جميعَ آيات الأحكام المختومة بالوصية بتقوى الله، أو بما يقتضي التخويف من الله، ومهماتها يوجه الله بها نداءَه إلى ذَوي العقول والألباب، كهذه الآية التي أطَلْت الكلامَ عنها: ﴿ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ 
 وفي تخصيص الله نداءه بالتقوى لأولي الألباب تعريض بأنَّ من لم يتقِ اللهَ، فليس له لب ولا عقل فطري استقلالي، وإنَّما عقله مصادر بدعايات الأباطيل المتنوعة، فهم فقدوا العقلَ الرُّوحي الذي يتحقق لهم بوجوده حُسْن المصير في الدُّنيا والآخرة، ويكتسبون به الحياة الطيبة، وتتوفر به طاقاتهم، ويحصلون به على الأمن والطمأنينة، وإنْ كان لهم أذهان يستطيعون بها الإبداع في الصناعات والمخترعات، ويستطيعون بها على المكر والعهر السياسي المتقلب، الذي لا يحصدون منه سوى الشرور؛ لأَنَّه عقل مادي يشبه ما تحمله بعضُ الحيوانات من العمل لصالح حياتها المادِّية.
 
مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه 54378920

الحكمة من مشروعية مناسك الحج



1- التلبية:


مشروعية التلبية طيلة أعمال الحج؛ لترهف شعور الحاج بأنَّه منذ فارق أهله وبلده إلى الحج، فهو مُقبل على الله - سبحانه - قاصد له، فيتجرد عن عاداته ونعيمه، وينسلخ من مفاخره ومُميزاته؛ بحيث يُساوي الغني الفقير، ويُماثل الصعلوك الأمير والوزير، ويكون جميع الحجاج من جميع الطبقات في زِيٍّ كزِيِّ الأموات، فإنَّ في ذلك من تصفيةِ النَّفس وتَهذيبها ما هو إشعار كامل بحقيقة العبودية لله وحْدَه والأُخُوة لجميع المسلمين بشكل لا يقدر قدره.
 
2- الطواف بالبيت:


وأمَّا طواف الحجاج حول الكعبة البيت الحرام، فهو تشبه منهم بالملائكة الحافِّين بعرش الله، الطائفين به، المسبحين حوله، لا يفترون، وفي هذا من سُمُوِّ الروح ما لا يصفه الواصفون، ومن مُراقبة الله وسد الجوعة الروحية في المسلم إلى رَبِّه المنعم ما لا يقدر أحد قدره، فكل من يعترف بعَرْشِ الرحمن في السماء، وما يحصل حوله من عبادة الملائكة، لا يستنكر وجود بيت الله في الأرض، تَهفو إليه أفئدةُ المؤمنين، وتنتعش أرواحُهم بالطواف حوله، وألسنتهم تلهج بضراعة الدُّعاء على اختلاف لُغاتِهم ولهجاتهم، وكل مَن لَم يعترف بقرارة نفسِه بالعرش الإلهي السماوي، فإنه لا يعترف ببيت لله في الأرض ولا يهضم ما يفعله المسلمون حوله مما شرعه الله.
 
3- السعي بين الصفا والمروة:


ليس سعي المسلمين بين الصَّفا والمروة مُجرد ذكرى لحادثة تاريخية، وإنَّما هو حكم شرعي قديم من مِلَّة أبينا إبراهيم - عليه السَّلام - تلك الملة الحنيفية التي جاء بها مُحمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيجب على الساعي بينهما أنْ يقصد بسعيه عبادة الله؛ امتثالاً لقوله: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، فإنَّ الدين العام يتعلق بقصد القلب، ثُمَّ لا بُدَّ من عمل بدني يتم له القصد ويكمل، ولكنَّه يستشعر الحكمة، أو ما عرف من بعضها؛ ليحصلَ له التأثُّر في نواحي سلوكه، فيكتسب من سَعيه النَّشاط في أعماله الدِّينية والدُّنيوية بلا كلل ولا فتور، مُتطلعًا إلى لُطف الله ورحمته، واثقًا به، معتمدًا عليه، قائمًا بحقيقة التوكُّل التي قامتْ بها أم إسماعيل، معالجًا أقدارَ الله بأقداره الأخرى، كما عالجتها أم إسماعيل، مميزًا بين حقيقة التوكُّل الذي قامت به أمُّه وبين طريقةِ اليأس والقنوط التي رفضتها من الأساس، كما قدمنا ذلك.
 
4- الوقوف بعرفة:


عرفات: ذكروا في معانيها بضعةَ أقوال أشبه بالخرافات والسفاسف، لم يصح فيها نقلٌ ولا يهضمها عقل، ومن أجود ما قيل في تسميتها أنَّ إبراهيمَ وإسماعيل لَمَّا دَعَوَا اللهَ أن يريهما مناسكهما، أتاهما جبريلُ فعلم إبراهيم المناسك حتى أوصله إلى عرفات، وقال له: أعرفتَ كيف تطوف؟ وفي أيِّ موضع تقف؟ قال: نعم، فسمى هذا الموضع عرفة، والأجود منه: أنَّ الحجاج يتعارفون فيها إذا خيموا، وإذا وقفوا؛ بسبب سَعَةِ مكانها، والقول الثالث الوجيه: أن اشتقاق عرفة من الاعتراف؛ لأَنَّ الحجاج إذا وقفوا في عرفة، اعترفوا للحَقِّ - سبحانه - بالربوبية، والجلال، والصمدية، والاستغناء عن كل شيء، وبعظيم إنعامه عليهم، واعترفوا على أنفسهم بالفقر والذِّلَّة والمسكنة، وشدة الحاجة والعبودية.
 
وليوم عرفة عشرة أسماء منها خمسة مشتركة بينه وبين غيره، وخمسة تخصه:
أحدها: عرفة لما ذكرناه من التعارُف بين الحجاج، واعترافهم لله بما سبق ذكره.
ثانيها: يوم إياس الكفار من دين الإسلام، فقد نُودِي فيه بأمر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -
 أن لا يَحج بعد العام مشرك.
ثالثها: يوم إكمال الدين.
رابعها: يوم إتمام النعمة.
خامسها: يوم الرضوان.
 فتسميته الثانية بيوم الإياس؛ لأَنَّ الله أنزل في عشيته: ﴿ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ﴾ [المائدة: 3].
 
وتسميته الثالثة بإكمال الدين؛ لقوله - تعالى - ضِمْنَ هذه الآية: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، فلم يأمر الله بعد ذلك بشيء.
 
وتسميته الرابعة بإتمام النعمة؛ لأَنَّ أعظم النعم نعمةُ الدين، التي ينال أهلُها السَّعادتين في الدنيا والآخرة، وقد تَمَّت في ذلك اليوم، وأَمَّا تسميته الخامسة يومَ الرضوان، فهي: لأَنَّ الله رَضِيَ لهم بدينهم، الذي تَمَسَّكوا به وهو الإسلام، فهي بشارة بَشَّرهم بها في ذلك اليوم، فلا يوم أكمل ولا أشرف من اليوم الذي بشرهم فيه بإكمال الدين، فهذا اليوم يوم صِلَة الواصلين؛ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وقد قالت يهود لعمر بن الخطاب: لو أنَّ هذه الآية نزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، فقال عمر: نحن جعلناه عيدين: كان يوم عرفة، ويوم جمعة


وفي قوله - تعالى -: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 198] وجوب الوقوف بعرفة، وأنَّ الحج لا يتم إلا به؛ لأَنَّ الأمرَ بذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات يدُلُّ على فرضية الحصول بعرفة زَمنًا من الوقت قليلاً كان أو كثيرًا، وهذا مُخالفة لما غيرته الجاهلية من مِلَّة إبراهيم في الحج، فقد كان بعضُهم لا يقف بعرفات زاعمًا أنَّه لا يخرج من الحرم، ولا يتركه في وقت الطاعة، كما زين لهم الشيطان، وبعضهم يقفون، لكنَّهم يُفارقونها في النهار، وبعضهم لا يسير من مُزدلفة حتى تنتشر الشمس، ويَختفون في غور من الأرض، حَتَّى تنتشر عليهم، وكل هذا من إغواء الشياطين؛ ليلبسوا عليهم دينهم، فجاء القرآن الكريم؛ ليردَّ الأمة إلى المناسك الإبراهيمية، كما رَدَّها إلى الملة الإبراهيمية في الأصول.
 
وليكن الحاج في وُقوفِه بعرفة مُستشعرًا للموقف العظيم يومَ القيامة، الذي يَجتمع فيه الناس على حالة واحدة، وفي مستوى واحد، ومُعتبرًا بموقف إخوانه المسلمين، الذين اجتمعوا من كل جنس، ومن كل ناحية لمقصد واحد هو قصد وجه ربِّ العالمين، يسألونه الرحمةَ وغفران الذنوب، وينظر فيه إلى حقيقة المساواة في هذا الدين الإسلامي، الذي لا يتميز في إقامة شعائره أحد على أحد مهما اختلفت شخصِيَّاتُهم، فإن في هذا رمزًا عظيمًا للوحدة وللمساواة العامَّة في كل شيء، تلك المساواة التي لم تحظَ بها البشرية، ولن تحظ بها أبدًا في غير الإسلام من مذاهب الدجاجلة والمغرضين.
 
5- المبيت بمُزدلفة:


المشعر الحرام هو مزدلفة، سُمِّي بهذا الاسم؛ لأَنَّ الناسَ يقربون فيه من منى، والقرب يسمى ازدلافًا، أو لأَنَّهم يجتمعون فيه ليلاً، والاجتماع أيضًا يُسمى ازدلافًا، أو لأَنَّهم يزدلفون إلى الله - تعالى - يعني يتقربون إليه بالوقوف في عرفة، وازدلافهم منها إلى منى، وتسمى مزدلفة: جمعًا؛ لأَنَّه يَجمع فيها بين المغرب والعشاء جمع نسك مؤكد للصلاتين، فالمبيت بمزدلفة واجب إلى ما بعد نصف الليل، لمن حل فيها قبله، وقيل: يكفي المرور، والأصح الاقتداء بما فعله النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والعمل بما قاله، ووقف الترخُّص على ما رخص فيه؛ لأن الحج لا يفعل في السنة إلا مرة، وقد يَموت المسلم قبل أن يدركه في السنة الأخرى، فعليه بالاحتياط كما قدَّمنا.
 
والحاج مأمور بذكر الله في مزدلفة حال المبيت فيها، سواء عند الجبل أم بعيدًا منه حسب ما يتسنى له المنزل، فيذكر الله بالتذكير والتهليل والتلبية والتحميد والدُّعاء، ويكون مجتهدًا في ذلك، والأولى اعتبار الأمر في هذه الآية للوجوب لفعله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقوله: ((خذوا عني مناسككم، فإنِّي لا أدري لعَلِّي لا أحج بعد عامي هذا))، كما في حديث جابر الذي في "صحيح مسلم"وغيره، والأفضل إكمال المبيت، وعدم التعجُّل دون حاجة؛ لأن في تكرار الله - سبحانه - للتقوى خلال آيات الحج مُلاحظة عظيمة يَجب ألا يتساهل الحجاج فيها... ونحوه.
 

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه 20160144

شموعه حلوه و سارة سرسور يعجبهم هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شموعه حلوه
فتكات غالية اوي
شموعه حلوه


الأوسمة : مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Alexa

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Screen16
4569
تاريخ التسجيل : 08/01/2021
العمر : 69
الموقع : الكويت
مرتاحه

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه   مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Emptyالأربعاء يوليو 07, 2021 6:37 pm

الإفاضة مِن مُزدلفة إلى منى:



في قوله - تعالى -: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199].
 
المراد الذي يقتضيه السياق أنَّ هذه الإفاضة من مزدلفة إلى منى؛ لأَنَّ العطف بـ (ثم) يقتضي أنَّ هذه الإفاضة المتقدمة من عرفات في الآية السابقة؛ إذ لو كان المراد بهذه الآية الأخيرة الإفاضة من عرفات كما زعم بعضهم، مع أنَّه معطوف على قوله: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ﴾ [البقرة: 198]، كان هذا عطفًا للشيء على نفسه، وهو غير جائز، بل يستهجن تقدير الآية: فإذا أفضتم من عرفات... ثم أفيضوا من عرفات، كما لا يَجوز تقدير تقديم وتأخير، والأصل عدمه، ولا يَجوز الخروج بمعاني الآيات عن ظاهرها بغير دليل، أو نكتة واضحة.
 
فالمتبادر من معنى الإفاضة أنَّها الإفاضة من مزدلفة؛ لأَنَّ الله - سبحانه - ذكر الإفاضة من عرفات في خطابه؛ لعُمومِ المؤمنين، وهي لا تكون إلاَّ بعد وقوفهم، ثُمَّ أعقبها بذكر هذه الإفاضة التي لا يصدق معناها إلاَّ على الإفاضة من مزدلفة.
 
وفي الآيتين إعلامٌ وأمر واضحان بأنَّهم سواء في الوقوف بعرفات، وسواء في الدَّفع منها بعد الغروب كما بينتْه السنة، وسواء في ذكر الله عند المشعر الحرام، وسواء في الإفاضة إلى المشعر، وأنَّه لا مَيْزَة لأَحد على أحد، كما كانت تفعله قريش في الجاهلية؛ إذ تُسَمِّي نفسها (بالحمس)؛ يعني: أهل الشدة، ويتقدمون على الناس أو يتأخرون، ويقولون في مثلهم السائر بمزدلفة: "أشرق ثبير كيما نغير".
 
فالإسلام أبطلَ جميعَ ما أحدثتْه الجاهلية من المناسك الإبراهيميَّة، وجعل النَّاس سواسية في جميع الأحكام، وخُصوصًا الحج، فهذه الآيات فيها إبطالٌ لِمَا أحدثوه لأنفسهم من المميزات على غيرهم.
 
6- الحكمة منَ الذبح:


على ذوي الألباب أن يأخذوا عبرةً عظيمة للتزوُّد من التقوى في حكمة الذَّبْحِ ورمي الجمرات في (منى)، وذلك بالنظر إلى أصل التشريع الإلهي، ومَنشئه العظيم، ومكانته المهمة في الدين؛ إذ لا بُدَّ من معرفة سببه، وهو: أنَّه لَمَّا كان لباب الدين صدق مَحبة الله، الذي لا يحصل إلا بتقديم مراد الله ومَحبوباته على مُرادات النفس الإنسانية ومَحبوباتها، ابتلى الله أبانا إبراهيم بالامتحان الثالث، فأمره بذبح ولده، هذا بلاء مبين؛ لأَنَّ أحب محبوب، وأعز مطلوب، وأغلى مرغوب عند الإنسان هو ابنه الوحيد الذي ليس له سواه، والذي رزقه الله إياه عند الشيخوخة، فهنا تظهر حقيقة الامتحان والنَّجاح فيه أو السقوط.
 
فإبراهيم - عليه السَّلام - علم المسلمين تعليمًا عملِيًّا رائعًا الصدقَ الحقيقيَّ مع الله، أنْ يفضلوا مرادَ الله ومَحبوباته على مرادات أنفسهم ومَحبوباتها الغالية، فإنه - عليه السَّلام - بادر إلى التنفيذ دون مُبالاة بالعواطف النفسيَّة، ونَجح في هذا الامتحان، فرحمه الله، وشلَّ حركة السكين عن حلق ابنه، وفداه بذبحٍ عظيم، وجعلها سُنَّة مؤكدة باقية في المسلمين إلى يوم القيامة؛ ليعاملوا الله معاملة المحب لحبيبه، فيضحوا بمرادات أنفسهم ومَحبوباتها في سبيل مراد الله ومحبوبه، فإذا عرف الحجاجُ هذا المقصود الإلهي، والحكمة العظيمة من تشريع الهدي والأضاحي، وأدركوا هذا السِّرَّ العظيم، عادوا يَحملون لُبابَ الدين الصحيح، الذي يَجعلهم لا يتوانون في تنفيذ شيء من أمر الله، لا تَمنعهم لذة النوم وشهوة الفراش عن المبادرة إلى صلاة الفجر؛ تفضيلاً لمحبوب الله على محبوب أنفسهم، ولا يَمنعهم الطمع في المادة والجشع في الربح عن ترك الغشِّ، والغبن، والتطفيف، وأخذ الربا، وإنفاق السلع بالأيمان الكاذبة، بل يتركون جميعَ هذا؛ تفضيلاً لما يُحِبُّه الله من الصدق على ما تُحبه نفوسهم من الطمع، ولا يَمنعهم حب الشهوة والطمع في اللذة عن غضِّ البصر والتزام العفة بحفظ فروجهم؛ تفضيلاً وتقديمًا لما يُحِبه الله من ذلك على ما تحبه نفوسهم وتشتهيه، ولا يمنعهم الشحُّ وحب الحياة عن الإنفاق في سبيل الله، والجهاد بأنفسهم وأموالهم؛ تقديمًا لما يريد الله منهم على ما تريده أنفسهم الأَمَّارة بالسوء.
 
وهكذا يستفيد أولو الألباب من شعائر حجهم ما يتزودون به على التقوى.
 
7- الحكمة من الرمي:


في رميهم الجمار يعرف المسلمون أنَّهم لا يرمون الشيطان، وليس الشيطان بواقف لهم يرجمونه، وإنَّما يرجمون المواقفَ التي وقف بها الشيطان لأبيهم إبراهيم، فرجمه فيها، فهم يرجمونها لا لمجرد التَّكرار، ولكن للاعتبار والانتفاع؛ إذ يَجب عليهم أن يتأملوا كيف عرف أبوهم إبراهيم - عليه السَّلام - أنَّ الذي وقف له شيطان؟ والشيطان لا يُرى بصورته، وإنَّما وقف له بصورة رجل وقور يتساءل معه عما في يده من الحبل والسكين التي سيذبح بها الولد، ويناشده الرحمةَ والحنان، فلما سَمِعَ منه تلك الفتنة، التي يريد بها صَدَّه عن تنفيذ أمر الله، عرف أنه الشيطان قد تصور بهذه الصورة؛ لغرض الإغواء، فرجمه بسبع حصيات تَخْسِئةً له، ولكن الخبيث لم يَيْئَس، فوقف له مَوقفًا آخر بشكل وزِيٍّ آخر، وخاطبه بفتنة أخرى، فعرف أنه شيطان متمثل لفتنته، فرجمه حتى وَلَّى، ولكنه لم يَيْئَس من مُحاولة فتنته، فوقف له وقفة ثالثة بشكل آخر وزي آخر، محاولاً فتنته بأسلوب آخر، ولكن إبراهيم لم يتأثر إلا بزيادة معرفته له وزيادة صلابته معه، قائلاً له ما معناه: يا هذا، مهما تشكلت أو اختلف منطقك فأنت (أَزَبُّ العَقَبَة)؛ أي: شيطان العقبة الذي وقفت لي أول مرة في العقبة، وليس عندي لك إلا الرَّجْم، فرجمه الثالثة حتى خسأه ويأسه وخَيَّب ظَنَّه.
 
فأولو الألباب من الحجاج يعدُّون بهذا الرجم لمواقف الشيطان، ويأخذون من ذلك دروسًا وعبرًا؛ ليعاملوا كل شيطان من شياطين الجن والإنس بالرجم المعنوي، الذي هو لعنه وبغضه وعصيانه والابتعاد عنه، فيعرفون كما عرف أبوهم إبراهيم أنَّ كل مَن يُحاول صدهم عن أمر الله أو فتنتهم عن دين الله، أو إشغالهم عن ذكر الله بأي أسلوب من أساليب الدعاية والنشر، فهو شيطان، سواء كان صحفيًّا أم مذيعًا أم قصصيًّا أم كاتبًا أم شاعرًا أم غير ذلك، فيرجمونه ببغضه ورفض ما يبثه أو ينشره عليهم، وهذا من بعض فوائد الحج

شموعه حلوه و سارة سرسور يعجبهم هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سارة سرسور
مشرفة
سارة سرسور


الأوسمة : اللهم اغفر لي وأحسن خاتمتي
2227
تاريخ التسجيل : 09/01/2021
العمر : 34
الموقع : مصر - الغربية
الحمد لله

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه   مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Emptyالسبت أكتوبر 08, 2022 10:43 pm

مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه Oa_ooa19

_______________
جميع موضوعاتي وردودي هنا صدقة جارية لروح والدي أحمد ابن منيرة

سارة سرسور يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fatakat2.yoo7.com
 
مشروعية الحج، وأحكامه، والحكمة من مناسكه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شروط وجوب الحج
» حكم الحج
» فضل الحج وفوائده
» أركان الحج
» الحج في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فتكات :: اسلاميات :: مناسبات اسلامية... :: الحج والعمرة-
انتقل الى: