كتب خالد حمدي:
هناك نظرية سلوكية تربوية اجتماعية تسمى (نظرية السقف).
ومعناها:
أنه لا ينبغي للمتربي أن يعرف نهاية ردة فعل المربي..
لأنه لو علم آخر ما عنده استهان بأمره..
وهذه النظرية فاصلة في أمر احترام الزوجة لزوجها، والولد لوالده، والطالب لأستاذه..
فكل قيم على أحد لا ينبغي أن يعرِّف من يتعهده آخر حدود عقوبته حتى لا يسوء أدبه.
هذه النظرية يستصحبها الساسة معهم على الدوام..
فيستفزون القيم على الأمر حتى يعرفوا آخر ما عنده... فإذا وجدوا آخره الكلام تجرءوا عليه، فإذا لم تزده جرأتهم إلا زعيقا عرفوا آخره وانتهى أمره.
ونحن معاشر أصحاب المبادئ والمثل عرف المجرمون آخرنا..
نداءات واستجداءات بنظام عالمي تم التخطيط لنا في دهاليزه..
أو صراخ في شعوب يكشر الظالم لها عن أنيابه من وراء ظهورنا..
أو استسلام لواقع مرير نعيد الكرة معه محاولين إقناع أنفسنا أن الزمن جزء من العلاج.
والحل أن نتعلم من أخطائنا مستحضرين أمام أعيننا نظرية السقف..
فالأب الضعيف لن يربي ولدا، والزوج الضعيف لن يصلح زوجا، والمعلم الضعيف لن يدير صفا، والحاكم الضعيف لن يحيي أمما..
لأن امتلاكك للقيم العظمى والمثل للعليا دون القدرة على إيصالها امتهان لك ولما تحمل.
ولا يحمّلن أحدكم قولي هذا ما لا يحتمل، بأن يقولن قائل محاولا إخافتي:
تريد قتلا ودماء وخراباو....و....
بل أريد أن نرجع إلى أنفسنا لنعرف ما الذي كان يعوزنا فنستكمله، وما الذي هون من أمرنا عند من كادوا لنا فنستعيده ونمتلك بعض ناصيته..
والقوة ليست فقط ساعدا أو سلاحا، القوة مراجعة، القوة مشروع جديد، القوة إعداد جديد، القوة صف جديد، القوة روح جديدة، القوة وحدة بين أصحاب الهدف الواحد، القوة أن نعود لهؤلاء الذين غدرونا وقتلونا وشتتونا مرات ومرات بسقف جديد لا يعرفون مداه..
سقف من الفعل وردة الفعل، سقف من المتوقع وغير المتوقع.
حينها فقط سيفكرون ألف مرة قبل أن يمسوا لك وجها، لأنهم يعلمون أن الوجه الذي سيلطم هذه المرة لن يبكي عليه أخو الملطوم، بل سيبكي عليه اللاطم وكل من وراء اللاطم، هذا إن عاشوا حتى يبكوا!!
ليس عيبا أن تأخرنا، لكن العيب أن نظل متأخرين!!
نحن أصحاب دين تتوق الدنيا كلها إليه، ومشروع أكبر من مصر وتونس وغيرهما... مشروع نهايته:
"ليظهره على الدين كله"
ومن كانت هذه غايته، فليجدد كل حين وسيلته وطريقته!!