"قلعة موسى"، بناء دقيق ومدهش فى تفاصيله، وأيقونة معمارية ولوحات فنية من الجمال
الأخاذ لمجسمات التماثيل التى تحتوى على مشاهد من الحياة الريفية اللبنانية،
وبنيت بأحجار لا يشبه تصميم كل حجر الآخر، وتقع أعلى تل مرتفع بنحو 800 متر فوق
سطح البحر، فى مشهد هادئ هو الأروع، فى مكان بين منطقتى "دير القمر"
و"بيت الدين" فى "قضاء الشوف" أحد أقضية محافظة جبل لبنان، والتى تبعد عن
العاصمة اللبنانية، بيروت، نحو 40 كيلومترًا بالسيارة.
ولد موسى عبد الكريم المعمارى عام 1931 فى لبنان، لأسرة فقيرة، وتوفى وهو من
الأثرياء بإبداعه وإصراره وقصته الملهمة فى يناير 2018، عن عمر ناهز الـ87 عامًا،
وامتدت مسيرته الإبداعية لنحو 70 عامًا، ليشيد قلعة أصبحت معلمًا ومزارًا سياحيًا هامًا
فى لبنان الجميلة، يقصده السياح من كافة دول العالم، حيث تحتوى القلعة على أكثر من 150
تمثالًا ومجسمًا من الشمع ومواد أخرى، بالحجم الطبيعى ومقتنيات من الأحجار الكريمة
والثمينة والمعادن، وتجسد محتويات القلعة صورًا ومشاهد تحكى تفاصيل الحياة اليومية
الريفية البسيطة والتراث اللبنانى خلال القرنين الـ19 والـ20 مما جعل من العمل رؤية
عميقة لشخص تألم وهو صغير، وإبداع حقيقى وأيقونة معمارية،
حيث تقع القلعة على مساحة نحو 3500 متر مربع و4 طوابق و30 غرفة وقاعة، وتحتوى
أيضًا على 28 ألف قطعة من مقتنيات من الأسلحة بمختلف أنواعها، من الخناجر والبنادق
والمسدسات والتى جمعها من شتى بقاع الأرض، حيث كان "موسى المعمارى" يهوى جمع الأسلحة.
وعند مدخل القلعة كتب "موسى" عبارة رائعة وملهمة تلخص رحلة العمر والحلم، هى "دخلنا شبابًا
وخرجنا شيبًا"، وعبارة أخرى عند باب الخروج من القلعة هى "حسب نواياكم ترزقون"،
وعلى جدران القاعات الداخلية للقلعة، صورًا تجمع زيارات رؤساء وفنانين وشخصيات عامة
من شتى بقاع العالم لتلك القلعة، إلى جانب عدة تكريمات من جهات لبنانية ودولية.