ننتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر ، لأننا نقوم فيه بكثير من الأنشطة
ففي كل مساء ، نجتمع قبل المغرب في ساحة القرية ، وعندما تجتمع أواني الطعام
تحملها إلى الجامع ، مملوءة أطعمة ، ليوزعها الإمام على فقراء الجهة .
لا نعود من الجامع إلى المنازل ، بل نسير في طريقنا إلى الهضبة الواقعة في مدخل القرية ،
لنسمع طلقة المدفع .
فإذا وصلنا إليها ، نشرع في اللعب ، هذان يتسابقان ، وأولئك ينشدون ، أما الآخرون فيتحدثون .
عندما تسمع صوت المدفع ، نقصد المنازل جماعات ، ونحن نقول ونردد : ” انطلق المدفع ،
أفطروا أيها الصائمون ، تقبل الله صومكم.
وكلما مر أحدنا أمام بيته ، أدخل معه أحد أصدقائه .
وذات يوم ، بينما كنا على الهضبة ننتظر طلقة المدفع إذ أبصرنا ثعلبا يجري حاملا دجاجة
سوداء في فمه .
جرينا وراء الثعلب ، ورميناه بالحجر ليضع الدجاجة على الأرض ، إلا أنه ظل يجري ،
والدجاجة في فمه .
وفجأة ، انطلق مدفع الإفطار ، فحسب الثعلب أن صيادا أطلق عليه النار من بندقيته ،
فرمى الدجاجة وهرب يجري
أخذت الدجاجة ، وعدت مع الأطفال إلى القرية نجري ، فلما وصلنا إلى دار العم صالح وقفنا ،
وأعطيناه دجاجته ، فقال لي : ما قضتها یا سلمى ؟
أخبرت العم صالحا خبر الثعلب الذي هرب بدجاجته ، فشكرنا على تخليصها من شره ،
ثم رد إلى الدجاجة وقال : خذوها ، واجعلوها غداءكم في الغد .
شكرنا العم صالحا على هذا الكرم ، ثم قلت له : أفضل أن نعطي جارتنا الفقيرة هذه الدجاج
على أن نأكلها . فقال لي : أشجعكم على الإحسان إلى هذه المرأة .