تفسير سورة الفيل

قال الله تعالى:

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ . أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ .

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ . تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ .

فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)

أَصْحَابِ الْفِيلِ: أبرهة وجنوده الذين أرادوا هدم الكعبة بالفيل.

كَيْدَهُمْ: سعيهم لتخريب الكعبة.

تَضْلِيلٍ: أي إبطال وخسارة.

أَبَابِيلَ: جماعات متتابعة.

سِجِّيلٍ: طين متحجر.

كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ: كزرع أكله الدواب ثم أخرجته.

سورة الفيل مكية، وهي تتحدث عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة

المشرفة، فرد الله كيدهم في نحورهم، وحمى بيته من تسلطهم وطغيانهم،

وأرسل على جيش أبرهة الأشرم وجنوده أضعف مخلوقاته، وهي الطير التي

تحمل في أرجلها ومناقيرها حجارة صغيرة، ولكنها أشد فتكا وتدميرا من

الرصاصات القاتلة، حتى أهلكهم الله وأبادهم عن آخرهم، وكان ذلك الحدث

التاريخي الهام، في عام ميلاد سيد الكائنات محمد بن عبد الله، سنة سبعين

وخمسمائة ميلادية، وكان من أعظم الإرهاصات الدالة على صدق

نبوته صلى الله عليه وسلم.

فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الفيل:

أي: ألم تعلم يا محمد ماذا فعل ربك بأصحاب الفيل عندما أرادوا أن

يهدموا الكعبة المشرفة.

أي: ألم يجعل مکرهم وسعيهم لهدم الكعبة في ضياع وخسار وفوق ذلك

أهلكهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر.

أي: وسلط عليهم جند من جنوده وهي طيور جاءت إليهم جماعات متابعة

بعضها في إثر بعض وأحاطت بهم من كل ناحية.

أي: ترمي أبرهة وجيشه بحجارة صغيرة من طین متحجر أوقد عليها في نار

جهنم فأصابتهم وكأنها رصاصات ثاقبة لا تصل إلى أحد إلا قتلته.

قيل: كان كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار.. حجرين في رجليه

وحجرا في منقاره.

أي: جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب، فرمت به

من أسفل، وذلك جزاء الظالمين.

_______________

جميع موضوعاتي وردودي هنا صدقة جارية لروح والدي أحمد ابن منيرة