العلاقات الاجتماعية خاصة العاطفية منها شديدة التعقيد والحساسية، وعندما تتشابك الأمور فيها ويُكِن كل
طرف للآخر مشاعر سلبية قد تصل العلاقة إلى طريق مسدود،
ولغات الحب هي الطرق والأساليب التي تجعل الفرد يشعر بأنه محبوب، فهناك عبارة شهيرة مفادها أن كل
شخص يعبر عن الحب بطريقته، أو يقول البعض: “يحبني فلان ولكن على طريقته”، فلغات الحب الخمس
تعبير علمي بعض الشيء أكثر تنظيمًا من تلك العبارات.
فهي المواقف أو الأفعال التي تصدر من بعض الأشخاص تجاهك فتجعلك تتيقن بأنهم يحبونك،
اللغة الأولى – كلمات التشجيع
اللغة الأولى كلمات التشجيع، بالطبع كل الأفراد يشعرون بالإطراء عند سماع كلمات المجاملة أو التعليقات الإيجابية، لكن غياب تلك الكلمات قد لا يزعج كل الأشخاص، في حالة الأشخاص أصحاب هذه اللغة فغياب الكلمات المشجعة تجعلهم يفقدون الحب، فالعبارات الجيدة تشعرهم بالثقة وبأنهم محبوبون.
ذكرنا سلفًا أن لكل لغة لهجات متعددة والكتاب ناقش ثلاث لهجات هم: الكلمات التي تزيد حماسة الشخص للإقدام على فعل يرغب فيه ولكن تنقصه الشجاعة، الكلمات الرقيقة التي تزيد ثقة المرء بنفسه وتشعره بذاته، استبدال صيغة الأمر المستمرة بالطلب الرقيق حتى لا يشعر الطرف الآخر بأنه في قاعدة عسكرية يتلقى فرمانات.
اللغة الثانية – تكريس الوقت
اللغة الثانية هي تكريس الوقت، يراها الكثيرون اللغة الأصعب بين الخمس، لكن الحقيقة عكس ذلك
وسبب وجهة نظرهم تلك ترجع لظنهم أنها تحتاج إلى وقت كبير، لكن أصحاب تلك اللغة لا يهمهم الكم
بل الكيف. فتكريس الوقت قد يدوم لمدة ٢٠ أو ٣٠ دقيقة،
ليس شرطًا أن يكون يومًا بأكمله بل دقائق معدودة تخصص فيها كل تركيزك واهتمامك للطرف الآخر،
قد تكون تلك المدة للحديث، أو ممارسة نشاط، أو اللعب، أو أي نشاط يرغب الطرف الآخر في
مشاركته معك.
بحسب كتاب لغات الحب الخمس إحدى اللهجات الخاصة بهذه اللغة، هي الأنشطة الخاصة التي يفضلها
طرف من الاثنين كحفلات الموسيقى، أو متابعة رياضة ما. لكن قيامك بذلك رغم علم شريكك بعدم
تفضيلك لهذا النشاط يجعله يتيقن من مكانته في قلبك.
اللغة الثالثة – تبادل الهدايا
اللغة الثالثة هي تبادل الهدايا، هذه اللغة غنية عن التعريف فهي أبرز طرق التعبير عن الحب، لكن المعضلة التي يظنها الجميع، من أين نأتي بالمال يوميًا لتقديم هدايا؟السؤال منطقي للغاية لكن ما يغفله أصحاب هذا الظن؛ أن متحدثي لغة تبادل الهدايا لا تعنيهم القيمة المادية للهدايا بل يكفيهم أن يحصلوا على هدية بسيطة كزهرة من حديقة، أو كارت عليه عبارات جميلة، أو حتى ورقة.يمكنك شراء نبتة وزراعتها كهدية حية تنمو باستمرار، أن تقرأ لشريكك كتابًا أو تناقش معه فيلمًا يحبه، أو أشياء تصنعها بيدك كالمنحوتات، أو الطعام، فالهدية بالنسبة لهم ليست مجرد نقود؛ فهم يرونها بمنظور مختلف فكلما عادوا لتلك الهدايا يتذكرون مكانتهم في قلوب محبيهم، ويسترجعون الذكريات الجيدة وسعادتهم وقت تلقيهم الهدية. اللغة الرابعة – الأعمال الخدمية
اللغة الرابعة الأعمال الخدمية، فبعض الأشخاص لا يشعرون بالحب إلا إذا قام شريكهم بالتعاون معهم في مهامهم، وهناك أشخاص يشعرون بالحب من أعمال خدمية معينة، وليس أي أعمال ويمكنك معرفة ذلك بسهولة من ملاحظة طلباتهم المتكررة.مشكلة هذه اللغة هي تأثرها بالنظام المجتمعي بشكل مباشر، خاصة إذا كانت المرأة هي صاحبة اللغة، ففي مجتمعاتنا العربية جُبِل الذكور على تولي مسؤولية الإنفاق، وترك الأعمال المنزلية والتربية على النساء. غالبية الذكور الشرقيين خرجوا من أسر تتبع هذا النظام، لذا يكون الأمر صعبًا عليهم لتغيير قناعاتهم وانتهاج سلوك قد يعتبره المحيطون شيئًا مخزيًا، لكن حياتك وسعادتك تستحق هذا المجهود. اللغة الخامسة – الاتصال البدني
اللغة الخامسة والأخيرة الاتصال البدني، يخطئ الكثيرون في تفسير هذه اللغة ويظنون أنها “العلاقة الزوجيه” لكن هذا غير صحيح، بالفعل هي تعتبر إحدى طرق الاتصال البدني لكنها ليست كل الطرق، فالعلاقة الزوجيه شيء غريزي واحتياج يتجدد باستمرار، أما الاتصال البدني فيتمثل في العناق، والتربيت على الكتف، أو لمس الأيدي. فبدلًا من الحديث الطويل، إذا كنت تمر بأزمة أو موقف صعب وعانقك أحد المقربين بماذا ستشعر؟ما ستشعر به هو ما يمثله الاتصال البدني لأصحاب هذه اللغة، فبين الحين والآخر يمكنك أن تمسك يده بمفردكم أو في التجمعات، فذلك سيشعره بأنك تهتم به مهما كنت محاطًا بأفراد كُثر.