استحضارُ ذنوبِك القديمة وتذكُّرُها متى يكون خيرا ومتى يكون شرًا؟
يكون خيرا عليك من جِهات: ..
١- من جهة ذكرِ نعمةِ الله عليك وستره، وإمهالِه لك، وحمده على ذلك وشكره بالعمل
الصالح، وشدة حُبِّه حيث فتح لك باب التوبة إليه.
٢- التواضع و الذُّل لله الذي عصيته فسترك وأمهلك ووفقك للتوبة.
٣- يجعلك لا تستكثرى عملك الصالح ولا تتعالى به (لأنّ سجلَ أعمالِك فيه تقصيرٌ كبير ومعاص،
ولعل بعضها كان من حقوق الخلق،فكيف تغترُى أو تستكثرى عملك) وأنت إنما تحاولى جبْر ما فات؟!
٤- الاستغفار كلما تذكرتَ ذنبًا، والاستحياء من الله.
٥- مجاهدة النفس في الإحسان فيما هو حاضر، والعزم على ما هو آتٍ، وألّا تُلدَغى من جُحر
المعصية مرةً أخرى فقد ذُقتى مرارتها.
٦- الشفقة على من ترينه من إخوانك على ذنب، ومعاونته على تغيير نفسه للأفضل، وتبصيره
بخطوات الشيطان، فمن كان عالمًا بشؤم المعصية كانت نصيحتُه أبلغ وأنفع.
فإذا كان استحضارُك لذنوبك سببا في تلك الأمور فهو تّذكُّرُ نافعٌ وأثرُه حسنٌ عليك، وعلى من حولك،
وهو من أعظم أبواب الخير، وهو مُنشِّطٌ ومُحفِّز، ومانع من الاستطالة على الناس، والغرور.
أمّا إن كان استحضارُ الذنوب القديمة (للتلذُّذ) أو (للقنوط من رحمة الله) فهو من الشيطان
ومن النفس الأمّارة بالسُّوء، وهو بابُ شرّ عظيم، فلا تسترسِلى معه،
واستعِذى بالله من الشيطان فهو يَصدُّك عن العمل الصالح، ويفتح لك باب
المعصية من جديد. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا