( الأكل البايت )
قصص حقيقية :
كاتب سوري معروف يقول : بلغ الترف بأهل العراق أنه كل ما ينزل على المائدة ، يرفع ما بقي منه إلى الزبالّة، حتى اندثر عندهم مصطلح :
( اﻷكل البايت )
فابتلاهم الله بالحصار عشر سنين ، حتى صاروا يأكلون الخبز أسود و يابس!!
ومات لهم مليونا طفل من الفقر والمرض !!
وفي لبنان رأيت أحدهم يركل سندويشاً بقدمه كالكرة ، بعد أن قضم منه قضمتين أو ثلاث !!
واليوم ترون ماذا حل بلبنان !!
و رأيت في بلدتي دمشق وضواحيها الخبز في الحاويات بكثرة
ورأيت امرأة فقيرة سقط منها رغيف خبز فتركته على اﻷرض ومضت
ورأيت رجلاً آخر يبعد ما سقط منه من طعام على الأرض بطرف قدمه
بل إنني رأيت بعيني رجلاً يمسح حذائه بقطع من الخبز الأبيض ويلمعها به مع شديد الأسف !!
فإستشعرت وقتها أن غضب الله آت لا محالة ، إنتقاماً لعدم الحمد وتقدير النِعَم !!
و وصل الهدر إلى مستويات مخيفة جداً في بلدي
أيقنت بعدها أننا مقبلون على أيام سوداء سنشتهي بها هذه الخبزات التي كنت أراها في الحاويات .
يقول الكاتب :
رحم الله والدي العالم الجليل :
كان يأكل طعام اﻷمس البائت قبل طعام اليوم (الطازج)
وكان يبلل الخبز اليابس بالماء ويأكل به ، وﻻ يرميه
وكان أول من يشبع ، وآخر من يقوم عن المائدة
فقد كان يلملم الفتات من أرز، وفتات الخبز وغيرها، وﻻ يسمح برميها أو مسحها مع تنظيف المائدة ..
وإذا وجد في المطبخ صحناً فيه بقايا طعام لأحد اﻷطفال لم يكمله، لا يجد حرجاً في أكله.
وكان يغضب أشد الغضب إن رُمِيَ شيء من الطعام
كان يحافظ على النعمة بقليلها وكثيرها، ويحرص عليها
فحفظته النِعمَة في حياته !!
توفي والدي رحمه الله وهو لا يشكو من أي مرض
ﻻ ضغط ، وﻻ سكري ، ولا شرايين ، وﻻ روماتيزم ، وﻻ قلب ، وﻻ أي مرض مما يشكو منه أي إنسان جاوز الخمسين
أو الستين ، فضلاً عن السبعين..
وكان يكثر من ترداد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أحسنوا جوار نِعَم الله، لا تنفروها، فإذا ذهبت عن قوم لا تعود إليهم "
فأحسنوا جوار نِعم الله .
———————————
العبرة : ️
ما دامت النعمة موجودة إنتبهوا لها
وكرّموا نِعَمَ ربي ولا تهينوها، فيهينكم ويحلُّ غضبه عليكم
كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( يا عائشة ، أكرمي مجاورة نِعَم الله ، فإن النعمة إذا نفرت قلَّما تعود ))
وكان صلى الله عليه وسلم يقول :
" اخشوشنوا و تمعددوا، فإن النِعَم لاتدوم "
النِعمَة كالدّابة، إن لم تقيدها بالشكر، هربت وماعادت إليك مرة أخرى .
هنيئا لمن قرأها وفهمها
اللهمَّ علمنا نِعمك بدوامها، لا بزوالها ...
_______________
ايمان البنداري