يعتبر الشعر الطويل من مقاييس جمال المرأة؛ واعتبره القدماء رمزاً من رموز الجاذبية والأنوثة،
حتى أن الاهتمام بإطالة الشعر طال الرجال لدى بعض الحضارات وكان لأسباب معينة.
أما في وقتنا الحالي فلكل فرد منا حريته الشخصية باختيار طول وشكل شعره، فاعتمدت معظم السيدات على تسريحات الشعر القصيرة والمتوسطة الطول؛ على اعتبار أن الشعر الطويل يحتاج إلى عناية خاصة، كما أن معظم من يمتلكن شعراً طويلاً لا يقمن بالاعتناء به بالشكل المطلوب كما يعتنين بصحة بشرتهن أو أسنانهن بالدرجة الأولى لذلك سنطرح من خلال هذا المقال توضيحا لأهمية الشعر الطويل لدى بعض الحضارات القديمة، و أهم الطرق والنصائح للمحافظة على بريقه وجماله. طرق العناية بالشعر الطويل
تعود في وقتنا الحاضر موضة الشعر الطويل لتعبر عن جمال المرأة؛ بعد أن كانت مرتبطة بمقاييس وعادات وربما قوانين قبلية وحضارية مختلفة كما أسلفنا، لكن أسس العناية بالشعر الطويل لا يمكن أن تندثر. وتقوم غالبية النساء بإطالة شعرهن دون الانتباه إلى كيفية العناية به؛ فيتعرض لمشاكل التقصف والتساقط. وللحد من هذه المشاكل ما عليك إلا أن تقرئي السطور التالية التي تبين خطوات العناية و الاهتمام بالشعر الطويل:
1- تنظيف الشعر الطويل
إنها أول وأهم خطوة في الحفاظ على الشعر وعلى بريقه وجماله، فأنت تعتمدين على الشامبو عند غسل الشعر، ولكن استخدام الشامبو المتكرر قد يؤذي فروة الرأس ويؤدي إلى مشكلة تساقط الشعر. فكلما أكثرت من استخدام الشامبو ستصيبك حكة مزعجة، ولذلك لن تحتاجي إلا لكمية قليلة منه لتحصلي على شعر نظيف، فمادة الكبريت الموجودة في الشامبو هي التي تساعد على تشكل الرغوة.
والكبريت إضافة إلى المواد الحافظة تعتبر من المواد الضارة لفروة الرأس، لذا اعتمدي على اختيار شامبو مصنوع من المواد الطبيعية التي تتناسب مع نوع شعرك. وكنصيحة لغسل الشعر بطريقة صحيحة: قومي أثناء الاستحمام بفرك رأسك بالمياه الدافئة وباستخدام أطراف الأصابع، وليس الأظافر كي لا تؤذي فروة رأسك. وللحفاظ على الشعر نظيفاً لوقت أطول: لا تدلكي أو تحكي شعرك خلال اليوم بيديكِ كي لا تنتقل الأوساخ منها إلى الشعر.
2- تغذية الشعر (البلسم)
الخطوة الثانية للعناية بالشعر هي استخدام البلسم (منعم الشعر)، غالبية النساء وبالأخص ذوات الشعر المجعد والمصبوغ يعتمدن على هذا المنتج مما يسهل عليهن القيام بتسريح شعرهن بعد الاستحمام، إلا أن معظم تلك المنتجات تحتوي على مواد كيمائية قد تسبب الضرر جراء تكرار استخدامها. ونظراً لأهمية استخدام البلسم وخاصة للشعر المصبوغ؛ ننصحك بالاعتماد على المنتجات التي تحتوي مواداً طبيعية، كزيت الجوجوبا وزيت الزيتون وزيت الخردل. كما أن البروتين الذي يدخل في تركيب بعض أنواع البلسم يُعتبر أساسياً للمحافظة على شعر صحي، إلا أن كثرة استخدامه قد تؤدي إلى جفاف الشعر. ويمكنك القيام بصنع البلسم بمزج خل التفاح مع الماء الفاتر ( لكل كوب من الخل ثلاثة أكواب من الماء الفاتر) لتحصلي على منعم طبيعي، ويتم استخدامه بوضعه على الشعر ومن ثم شطف الشعر وغسله جيداً. ولكن لا تقومي باستخدامه أكثر من مرتين في العام الواحد لقوة الخل على فروة الرأس. هنالك أيضاً مزيج مكون من خمسة زيوت طبيعية وهي: اللوز مع الخروع وزيت الزيتون وجوز الهند واللافندر؛ بكميات متناسبة مضافاً إليها البيض. قومي بوضع الخليط على شعرك واتركيه مدة أربع ساعات، قبل الاستحمام. يمكنك تكرار هذه العملية مرتين أسبوعياً.
3- حماية الشعر الطويل
اتبعي النصائح التالية لحماية شعرك من تقلبات الطقس والعوامل التي قد تؤثر على صحته سلبا:
- تجفيف الشعر: السيشوار هو الأكثر استخدماً لتجفيف الشعر، لمعلوماتك تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق المسببة لتلفه، يجب عليك سيدتي عدم الاستعانة به إلا في الأوقات الضرورية مع مراعاة اختيار درجات حرارة منخفضة، وعدم استخدام المناشف الخشنة والسميكة، مع الانتباه إلى أن القيام بفرك الشعر باستخدامها قد يسبب تلفاً كبيراً للشعر أيضاً، لذلك يمكنك الاستغناء عن هذه الطرق الضارة باستخدام غطاء الشعر المصنوع من القطن الناعم لتضمني حماية شعرك من التلف. وإذا قمت بغسل الشعر قبل النوم يمكنك أن تقومي بربطه على شكل كعكة إلى أن يجف حتى الصباح.
تسريح الشعر: هي خطوة هامة من خطوات العناية بالشعر ولكن تجنبي تسريح شعرك بعد الاستحمام مباشرة، ولا تسرحيه باستمرار كي لا يتضرر ويتعرض للتقصف في أطرافه، وبعد أن يجف قليلاً ستتمكنين من القيام بتسريحه وهو في حالته الرطبة وتتركيه بعدها إن رغبت بلا تسريح حتى الحمام القادم ، واستخدمي في تسريح شعرك الفرشاة ذات الأسنان العريضة ولكن الأنسب أن تقومي باستخدام أصابع يديك لتسريحه بدلاً من الفرشاة العادية.
4- قص الشعر الطويل
توقفي عن اتباع تلك القاعدة التي تفرض ضرورة قص الشعر مرة كل ثلاثة أشهر، فأطراف الشعر التي تقومين بالتخلص منها ليست لها أي صلة بصحة شعرك ولا تؤثر على نسبة نموه، لأن الشعر ينمو من بصيلاته الموجودة في فروة الرأس، ولن تستفيدي من عملية القص إلا بالتخلص من الأطراف التالفة والمتقصفة من الشعر. ويمكنك أن تقومي بذلك بنفسك وفي منزلك دون الحاجة للتوجه إلى صالون التجميل؛ مع مراعاة استخدام المقص الخاص بقص الشعر والابتعاد عن المقصات العادية والقيام بتنظيفه جيداً بعد كل استخدام.
5- تأثير الصحة على الشعر
ترتبط صحة الشعر بصحة الجسد وتعد فروة الرأس جزءاً من أجزائه. ولضمان شعر صحي وطويل يجب أن تحافظي على صحة جسدك العامة. فغذاؤك يجب أن يكون صحياً ومفيداً من خلال اتباعك لنظام غذائي متوازن غني بالبروتين والفاكهة والحبوب والخضراوات، مع المواظبة على شرب المياه باستمرار.
ويعتبر الفيتامين C من الفيتامينات المقوية للشعر؛ لذا احرصي على الحصول عليه بكميات جيدة، كما يساعد الزنك على نمو الشعر بشكل أكبر مع إصلاح الأنسجة التالفة منه. وبعيداً عن الصحة الجسدية والأغذية، سننتقل إلى الصحة النفسية فالتوتر يؤثر على الشعر ويسبب تساقطه، ومن الأفضل أن تجدي وسائلا وطرقا تبعدك عن كل ما يسبب لك التوتر ، كممارسة اليوغا أو أي نشاط يؤمن لك تلك الراحة النفسية.
الشعر الطويل بين التقاليد والقانون
كان للشعر الطويل أهمية في حضارات مختلفة مع اختلاف عادات شعوبها، فقد أطال الرجال والنساء الشعر تبعاً لتقليد ما أو بسبب قانون تفرضه طبقة حاكمة في بعض الأحيان؟!
لنبدأ أولا مع المصريين والرومان
الذين لم يعيروا الشعر الطويل أهمية إلا بعد ظهور المملكة الحديثة التي غطت السلالات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من الفئة الحاكمة في مصر، حيث قامت المرأة ضمن تلك الفئة بالاهتمام بإطالة شعرها والاعتناء به، أما المرأة الرومانية فالتفتت إلى أهمية الشعر الطويل في زمن الإمبراطور أغسطس. إذ أن التسريحات الغريبة للشعر الطويل في ذلك الوقت كانت تجعل المرأة أكثر جاذبية بنظر المجتمع، كما استعانت النساء ذوات الشعر القصير بخصلات كاذبة لتحصلن على تلك النتيجة، كذلك أطال الرجل الروماني شعره قديما بحيث أنه كان رمزاً للثروة والسلطة ولكنه سرعان ما تخلص من هذه الموضة في مطلع القرن الأول الميلادي لانتشار موضة مختلفة كانت ترتبط بالسلاطين الحاكمين.
أما لدى الهنود والصينيين
قد قام الرجال بحلق شعر رؤوسهم مع الاحتفاظ بخصلة طويلة على جانب الرأس أو من الخلف وطبق هذا القانون على الطبقات الاجتماعية الرفيعة. وعندما انتشرت الثقافة اليونانية في الهند اكتفى الرجال بضفر شعرهم ( ربطه بشكل ضفيرة) ، أما المرأة فبعد أن كانت تغطي شعرها بغطاء مزخرف بالمجوهرات والأحجار الكريمة فاختارت الشعر الطويل بتسريحات متنوعة.
مع أن موضة الشعر القصير كانت غالبة بين النساء في ذلك الحين. وبانتقالنا إلى الصين اعتمدت المرأة على عمرها والحالة الاجتماعية الخاصة بها للتحكم بطول شعرها، فالفتاة العازبة كانت تطيل شعرها وتحافظ عليه مربوطاً بشكل ضفائر لتتميز عن المرأة المتزوجة التي كانت تقوم بربطه بحلقة خاصة وبشكل غريب. أما الرجال في الصين فقد اتبعوا نظام المانشو (Mancho Regime) والذي يعني حلق شعر مقدمة الرأس وترك الشعر الموجود في المؤخرة ليقوموا بربطه على شكل ضفيرة.
وفي اليابان قصة للشعر الطويل
كانت نساء العائلات النبيلة يقمن بإطالة شعرهن معتمدات على تسريحات تتناسب مع مكانتهن، ولعب نمط اللباس الخاص بهن دوراً في قيامهن بفرده لإبراز جمالهن، أما بالنسبة للرجال فقد كان شعرهم على نظام المانشو في الصين. وفي القارة الإفريقية اختلف العادات المتعلقة بالشعر بين القبائل، حيث كان لمحاربي (الماسايا) المقيمين في شرق إفريقيا شعراً طويلاً يحتاج وقتاً طويلاً في ظفره؛ لونه مائلُ للأحمر حيث استخدمو للحصول على هذا اللون التربة البركانية الحمراء الممزوجة مع دهون الحيوانات، وقد كانت النساء المتزوجات مجبرات على حلق شعر رؤوسهن بالكامل لتمييزهن عن العازبات، وبالنسبة للسيدات في قبائل (Mangbetu ) الذين كانوا يعيشون في المقاطعة الشرقية اعتمدن على ضفر شعرهن الطويل .
وكانت صاحبات أطول شعر في التاريخ (الفيكتوريات)
نسبة للملكة فيكتوريا ملكة المملكة المتحدة، وأشهرهن أخوات الساذرلاند السبعة، حيث كان لشعر المرأة الفيكتورية أهمية في إبراز أنوثتها حيث لا تقوم بقصه إلا للضرورة القصوى. واقتصر ذلك على الطبقة العادية والكلاسيكية، أما في الطبقات المعدمة والفقيرة من الشعب فلم تتمكن المرأة من اللحاق بالموضة الفكتورية.
هكذا وحتى قيام الحرب العالمية الأولى
عد أن كان الشعر الطويل رمزاً لأنوثة المرأة وفيض عواطفها، شاركت الرجل ميدان المعركة وبدأت تعمل في المصانع والحقول مما اضطرها للتخلي عن شعرها الطويل، وباتت موضة الشعر القصير تعبر عن المرأة المتحررة.