هبي ريح الجنة في رمضان
رمضان قرين الجنة...
فالريان باب الصائمين، والعتق أكثر ما يكون في رمضان وفي يوم عرفة..
والجنة مفتوحة على مصراعيها في رمضان...
فما كان أحد أقرب من الجنة في ليله أو نهاره من صائم أو شهيد..
وحُقَّ لمن كانت ريح الجنة عند أنفه، وباب الجنة المفتوح يغازل عينيه،ومشهد الصائمين وهم يدخلون من باب الريان يداعب خياله، حري بمثل هذا ألا يقعد حتى يدون اسمه في سجلات أهل الجنة...
وهل كالجنة شيء يترك؟!
ربيعة الأسلمي لما حانت له من الرسول لحظة مواددة وقال له:
سلني يا ربيعة...قال: أسألك مرافقتك في الجنة.
وسعد بن خيثمة لما خرجت القرعة له ليجاهد يوم بدر ولم تخرج لأبيه، قال له أبوه:آثرني يا بني، قال:والله يا أبت لو كان شيء غير الجنة لآثرتك به!!
فيا أيها السائلون عن الجنة، وكيف تتحصلون على مكان فيها..
الجنة عند صيام الهاجرة وأنت تغسل رأسك كل حين من شدة الحر ثم ترفع رأسك إلى السماء دامع العينين تقول:وعزتك وجلالك لولاك ما تحملت كل هذا العناء.
الجنة عندما تخلو بنفسك قبيل المغرب متشقق الحلق، خائر القوى وأنت في مسجد حيِّك أو في بيتك مستقبلا القبلة ممسكا مصحفك كأنك تقول لربك، والله لأزاحمن على الريان ولو لم يبق لي إلا شهقة.
الجنة عند نفحات السحر الجميلة تتنغم فيها بغذاء روحك قبل طعام سحورك.
الجنة مع كل نفقة خفية تقدمها مع الصيام علها تشفع لصيامك فيقبل.
الجنة في جلسة انكسار لله تجلسها كل ليلة وحدك دامعة عيناك خاشع قلبك تقول لربك بلسان الحال:رباه... أما يشفع لي حالي هذا لديك لأعتق.
الجنة عند أول الداخلين إلى المساجد...وآخر الخارجين منها بعد التراويح...كأنهم يقولون لله...لن ننصرف حتى ترحمنا.
الجنة في حلق الذكر يعقدها أحدنا في بيته راجيا أن يقبله الله بالصغار البرءاء الذين لم يجر عليهم قلم.
الجنة عند تفقد أهل مسكين أو يتيم أو أسير كأنك تقول لله تعالى:رحمتهم فيك فارحمني بهم.
الجنة في كل زاوية من زوايا رمضان...لكن من يصدق الله في طلبها؟!!
أو كما قال الحسن البصري:
الجنة ما أزينها...لكن أين الخطاب؟!!
خالد حمدي
_______________
ايمان البنداري