معاني بعض الكلمات:
الطارق: نجم يظهر بالليل ويختفي بالنهار
الثاقب: المضيء المنير
حافظ: هم الحفظة من الملائكة يحفظون على العباد أقوالهم وأعمالهم
دافق: متدفق مندفع بشدة
الصلب: الظهر.
الترائب: هي عظام الصدر والنحر من المرأة أو موضع القلادة من الصدر
تبلی: تختبر وتمتحن.
السرائر: هو كل ما استسره الإنسان من خير أو شر
ذات الرجع: ذات المطر.
ذات الصدع أي: تصدع وتنشق عن النبات والأشجار والأنهار.
الهزل: المزاح أو اللغو
يكيدون: يدبرون ويمكرون.
فمهل: أعطهم مهلة ولا تستعجل.
رویدا: قليلا.
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الطارق:
(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ)
أي: أقسم بالسماء ونجومها المضيئة التي تظهر بالليل وتختفي بالنهار.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ)
أي: وما أعلمك يا محمد بهذا النجم؟ ثم فسر ذلك بقوله:
(النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
أي: النجم المنير المضيء الذي يثقب الظلام بضيائه.
(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)
هذا جواب القسم أي: ما من نفس إلا عليها حافظ من الملائكة، يحفظ عملها،
ويحصى عليها ما تكسب من خير وشر.
قال ابن كثير: أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات.
(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ)
أي: فلينظر الإنسان في أول نشأته نظرة تفكر واعتبار..
وفي هذا تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد؛
لأن من قدر على بداية الخلق قادر على إعادتهم مرة أخرى.
(خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ)
أي: خلق من المني المتدفق الذي ينصب بقوة وشدة.
(يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)
أي: يخرج هذا الماء من بين الصلب في الرجل وعظام الصدر في المرأة.
(إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ)
أي: إن الله جل وعلا والذي خلق الخلق جميعا قادر على إعادتهم بعد موتهم.
(يَوْمَ تبْلَى السَّرَائِرُ)
أي: يوم تمتحن القلوب وتختبر ويظهر ما كان في تلك القلوب من خير أو شر.
(فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ)
أي: فليس للإنسان في ذلك الوقت قوة؛ فيدفع عن نفسه العذاب، ولا ناصر غيره، ينصره
ويجبره ويدفع عنه.
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ)
أي: أقسم بالسماء ذات المطر، الذي يرجع على العباد حينا بعد حين.
(وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ)
أي: وأقسم بالأرض التي تتصدع وتنشق؛ فيخرج منها النبات، والأشجار، والأزهار.
(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ)
أي: إن هذا القرآن قول فاصل بين الحق والباطل، قد بلغ الغاية في بيانه وتشريعه وإعجازه.
(وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ)
أي: ليس فيه شيء من اللهو، والباطل، والعبث، بل هو جد كله؛ لأنه كلام أحكم الحاکمین.
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا)
أي: إن هؤلاء المشركين يسعون بالشر لإطفاء نور الله وإبطال شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
(وَأَكِيدُ كَيْدًا)
أي: وأجازيهم على كيدهم بالإمهال ثم النكال، حيث آخذهم أخذ عزیز مقتدر.
(فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)
أي: لا تستعجل في هلاكهم والانتقام منهم، وأمهلهم قليلا؛ فسوف ترى ما أصنع بهم.