معانى بعض الكلمات
سورة الشمس
وَضُحَاهَا: نورها الساطع.
تَلَاهَا: تبعها.
جَلَّاهَا: كشفها بنوره.
يَغْشَاهَا: يغطيها.
طَحَاهَا: بسطها ومدها.
سَوَّاهَا: خلقها في أحسن صورة.
فَأَلْهَمَهَا: عرفها.
زَكَّاهَا: طهرها من المعصية وأصلحها بالطاعة.
دَسَّاهَا: أهلكها وحملها على معصية الله.
بِطَغْوَاهَا أي: بطغيانها وتكبرها عن الحق.
انْبَعَثَ: قام مسرعا.
أَشْقَاهَا: أشقى القبيلة وهو قدار بن سالف.
فَعَقَرُوهَا أي: قتلوا الناقة.
فَدَمْدَمَ أطبق عليهم العذاب.
المعنى العام للسورة
ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بسبعة أشياء من مخلوقات الله جل وعلا، فأقسم
تعالى بالشمس وضوئها الساطع، وبالقمر إذا أعقبها وهو طالع، ثم بالنهار
إذا جلا ظلمة الليل بضيائه، والليل إذا غطى الكائنات بظلامه، ثم بالقادر الذي
أحكم بناء السماء بلا عمد، وبالأرض التي بسطها على ماء جمد، وبالنفس
البشرية التي كلها الله وزينها بالفضائل والكمالات..
أقسم بهذه الأمور على فلاح الإنسان ونجاحه إذا اتقي الله، وعلى شقاوته
وخسرانه إذا طغى وتمرد.
ثم ذكر تعالى قصة ثمود قوم صالح حین كذبوا رسولهم، وطغوا وبغوا في الأرض،
وعقروا الناقة التي خلقها الله تعالى من صخر أصم معجزة لرسوله صالح عليه السلام.
وما كان من أمر هلاكهم الفظيع الذي بقي عبرة لمن يعتبر، وهو نموذج لكل كافر
فاجر مکذب لرسل الله.
وقد ختمت السورة الكريمة بأنه تعالى لا يخاف عاقبة إهلاكهم وتدميرهم، لأنه
لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الشمس:
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)
أي: أقسم بالشمس وضوئها الساطع إذا أنار الكون وبدد الظلام.
(وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا)
أي: وأقسم بالقمر إذا سطع مضيئا، وتبع الشمس طالعا بعد غروبها.
(وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا)
أي: وأقسم بالنهار إذا جلا ما على الأرض وأوضحه، وكشفها بنوره.
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)
أي: وأقسم بالليل إذا غطى الكون بظلامه.
(وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا)
أي: وأقسم بالقادر العظيم الذي بني السماء، وأحكم بناءها بلا عمد.
(وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا)
أي: وأقسم بالأرض ومن بسطها من كل جانب، وجعلها ممدة ممهدة،
صالحة لسكني الإنسان والحيوان.
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا)
أي: وأقسم بالنفس البشرية، وبالذي أنشأها وأبدعها.
(فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
أي: وعرفها طريق الخير وطريق الشر، وما تميز به بين الهداية والضلال.
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)
هذا هو جواب القسم أي: لقد فاز وأفلح من زكی نفسه بطاعة الله، وطهرها
من دنس المعاصي والآثام.
(وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
أي: وقد خسر وخاب من حقر نفسه بالكفر والمعاصي والسيئات.
ثم ضرب الله تعالی مثلا لمن طغى وبغى ولم يطهر نفسه من دنس الكفر والعصيان..
فذكر ثمود قوم صالح عليه السلام فقال:
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا)
أي: كذبت ثمود بنبيها صالحا عليه السلام بسبب ما كانوا عليه من الكبر والطغيان.
(إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا)
أي: حين أسرع وانطلق أشقى القوم – وهو قدار بن سالف – ليذبح الناقة
ظلما وعدوانا وعصیانا.
(فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ)
أي: فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام.
(نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا)
أي: احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء، واحذروا أيضا أن تمنعوها من سقياها،
أي: شربها ونصيبها من الماء..
وكانت هذه الناقة هي المعجزة التي أتى بها نبي الله صالح عليه السلام لإثبات نبوته،
خرجت من صخرة بإذن الله، وكانت تسقي القبيلة كلها من لبنها.
(فَكَذَّبُوهُ)
یعنی: كذبوا صالحا عليه السلام في قوله لهم: لا تمسوها بسوء فيأخذکم عذاب أليم.
(فَعَقَرُوهَا)
أي: قتلوها.
(فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا)
أي: فأهلكهم الله، ودمرهم عن آخرهم بسبب إجرامهم وطغيانهم.
والمعنى: أطبق عليهم العذاب طبقا فلم ينفلت منهم أحدا.
(وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا)
أي: ولا يخاف تعالی عاقبة إهلاكهم وتدميرهم، وكيف يخاف من هو قاهر
لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق.