بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ . مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ .
الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
معانى بعض الكلمات:
الْوَسْوَاسِ: الشيطان الموسوس.
الْخَنَّاسِ: الذي يختفي ويتواری.
الْجِنَّةِ: جمع جنى والمراد الجن.
سورة الناس مكية، وهي المعوذة الثانية، ونتعلم منها الاستعانة بالله
أن يحمينا من وساوس الشياطين، سواء كانوا من الجن أو الإنس.
وهي آخر سورة في ترتيب المصحف وآخر سورة من جزء عم.
والآن مع تفسير سورة الناس
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)
أي: قل يا محمد أعتصم وأحتمي وألتجئ برب الناس وخالقهم،
ورازقهم الذي أحياهم وأوجدهم من العدم وأنعم عليهم بوافر النعم.
(مَلِكِ النَّاسِ)
أي: مالك جميع الخلق حاکمین، ومحکومین.
(إِلَهِ النَّاسِ)
أي: معبودهم الذي لا معبود بحق سواه.
(مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ)
أي: أعوذ بالله من شر الشيطان الذي يوحي للإنسان ويأمره في خفاء
وتکرار؛ ليجعله يعصى ربه، وإذا ذكر العبد ربه يتراجع ويختفى؛
لأن العبد إذا غفل جثم الشيطان على قلبه، ونفث فيه الوساوس
التي هي أصل الشر، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به؛ تراجع الشيطان وابتعد.
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)
أي: الذي يلقى في قلوب الناس وصدورهم الوساوس والأوهام.
(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
أي: أعوذ بالله من كل من يوسوس في صدور الناس ويحثهم
على الشر من شياطين الجن والإنس.
“قال الحسن: هما شيطانان؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس،
وأما شيطان الإنس فيأتي علانية
“وقال قتادة: إن من الجن شياطين، وإن من الإنس شیاطین،
فتعوذوا بالله من شياطين الإنس والجن”.