الأعمال المستحبة في ليلة القدر
الصلاة (القيام) :
يوصى بصلاة قيام طويلة في الليالي التي من المحتمل أن تكون
فيها ليلة القدر ، وبالتأكيد هذه الأيام هي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ؛
ويشار إلى ذلك في العديد من الأحاديث ، مثل ما يلي :
عن أبي ذرّ -رضي الله عنه- أنّه قال : (صُمنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ
وسلَّمَ في رمضانَ ، فلم يقُم بنا ، حتَّى بقيَ سبعٌ منَ الشَّهرِ ، فقامَ بنا حتَّى
ذَهبَ ثلُثُ اللَّيلِ ثمَّ لَم يقُم بنا في السَّادسةِ فقامَ بنا في الخامِسةِ حتَّى ذَهبَ
شطرُ اللَّيلِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ لو نفَّلتَنا بقيَّةَ ليلتِنا هذِهِ قالَ إنَّهُ من قامَ معَ
الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كتبَ اللَّهُ لَهُ قيامَ ليلةٍ ثمَّ لم يصلِّ بنا ولم يقُم حتَّى بقيَ
ثلاثٌ منَ الشَّهرِ فقامَ بنا في الثَّالثةِ وجمعَ أَهلَهُ ونساءَهُ حتَّى تخوَّفنا
أن يفوتَنا الفلاحُ قلتُ وما الفلاحُ قالَ السُّحورُ) .
وذكر أبو داود في بَابُ التَّرَاوِيحِ وقال : (سَمِعْتُ أَحْمَدَ، وَقِيلَ لَهُ: أَنْ
يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مَعَ النَّاسِ فِي رَمَضَانَ أَوْ وَحْدَهُ؟ قَالَ : يُصَلِّي مَعَ
النَّاسِ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا ، يَقُولُ : يُعْجِبُنِي أَنْ يُصَلِّيَ مَعَ الْإِمَامِ وَيُوتِرَ مَعَهُ
وروى أَبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) متفق عليه .
الدعاء :
من المستحب أيضًا الدعاء بكثرة في هذه الليلة وقد أفاد عن عائشة
رضي الله عنها قالت : (قلتُ : يا رسولَ الله ، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ
ليلةٍ ليلةُ القدْر ؛ ما أقول فيها؟ قال : قولي :
كثرة العبادة والتخلي عن الملذات الدنيوية :
يوصى أيضًا قضاء المزيد من الوقت في العبادة خلال الليالي التي من
المحتمل أن تكون فيها ليلة القدر ، وهذا بدوره يدعو إلى التخلي
عن الكثير من الملذات الدنيوية لتخصيص الوقت والأفكار فقط لعبادة
الله ؛ وذلك بناء على الحديث التالي : في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ –
رضي الله عنها – قَالَتْ : (كَانَ النبي- صلى الله عليه وسلم-
إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وزاد مسلم :
وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ) متفق عليه .