[rtl]النساء يعانين منها أكثر من الرجال[/rtl]
[rtl]الأمراض النفسية[/rtl]
[rtl]المرض النفسي، هو عبارة عن خلل في شخصية الإنسان يسبب له مشاعر سلبية، منها: الشعور بالضيق، والقلق، وعدم القدرة على القيام بالأمور الطبيعية اليومية في الحياة.[/rtl]
[rtl]وقد يتسبب المرض النفسي في عدم قبول الفرد لنفسه، ومن الممكن أيضاً أن يرفض التعامل مع العالم الخارجي والمجتمع، ويرفض حضور الاجتماعات الأسرية والعائلية.[/rtl]
[rtl]النساء أكثر[/rtl]
[rtl]ويظهر المرض النفسي لدى النساء والرجال في أي عمر من الأعمار نتيجة لعدد من الأسباب والأحداث التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية، إلا أن بعض البحوث خلصت إلى أن النساء يعانين من الأمراض النفسية بنسب أكثر من الرجال، خصوصاً في مرحلة المراهقة وفيما بعدها، ومن ثم فهن أكثر احتياجاً للرعاية النفسية.[/rtl]
[rtl]وهناك بعض الاضطرابات التي تكاد تكون أكثر التصاقاً بالمرأة، مثل اضطرابات الأكل (فقدان الشهية العصبي والبوليميا)، في حين أن إدمان الكحول والمخدرات يكون أكثر التصاقاً بالرجل (وإن كانت هذه التعميمات قد بدأت تتغير في السنوات الأخيرة بعض الشيء).[/rtl]
[rtl]ارتباط بالاكتئاب[/rtl]
[rtl]ويبدو أن ارتباط المرأة بالاكتئاب هو الأكثر وضوحاً، حيث إن نسبة الاكتئاب لدى المرأة ضعف النسبة لدى الرجل، وهذا الارتفاع لا يرجع إلى "سلوك البحث عن المساعدة"، الذي تتسم به المرأة، أي أن هذه الزيادة حقيقية، وليست ناتجة عن مجرد اختلاف في درجة القبول بالمرض النفسي ومحاولة البحث عن علاج له.[/rtl]
[rtl]وتحدث هذه الزيادة في الإصابة بالاكتئاب في النساء المتزوجات، وفى سن 25-45 سنة، مما يرجح أن يكون للعوامل الاجتماعية دوراً مهماً في إحداث هذا الاكتئاب، ولا يتوقف الأمر عند الإصابة بالاكتئاب، بل إن كون المريضة امرأة يمثل عامل خطورة في تحويل الاكتئاب إلى حالة مزمنة.[/rtl]
[rtl]وهناك خلاف حول مدى ارتباط انقطاع الدورة (ما يسمى بسن اليأس) بالاضطرابات النفسية، ولكن على أي حال ففي دراسة حديثة نسبياً وجد أن هناك زيادة في الأعراض النفسية (لا ترتقي بالضرورة لدرجة الاضطرابات النفسية) في الفترة التي تسبق انقطاع الدورة، وبعد العمليات الجراحية التي تستأصل الرحم والمبيض، ومع الأسف فإن العلاج بالهرمونات يحسن الحالة الجسمية للمرأة، ولكن تأثيره على الحالة النفسية ضئيل.[/rtl]
[rtl]وإذا كانت المرأة سيئة الحظ مع الاكتئاب، فإنها تبدو أحسن حظاً مع الفصام (الشيزوفرينيا)، حيث وجد أنها أقل إصابة بهذا المرض من الرجل، إضافة إلى أن طبيعة المرض تكون أقل حدة واستجابتها للعلاج تكون أفضل مقارنة بالرجل.[/rtl]
[rtl]المرض النفسي والأسرة[/rtl]
[rtl]الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأهم، وهي الغطاء الواقي والحضن الدافئ للجميع، وفي قلب هذا الكيان، نجد الأم تمثل مركز الدائرة الحنونة والراعية، وبدونها تغيب مصطلحات الحب والحنان والدفء والرعاية، ولا تكون هناك أسرة.[/rtl]
[rtl]وتقع الكارثة حين تتزلزل الأم، ويتصدع بُنيانها، أي حين تصاب بمرض نفسي، فهنا يهتز المركز ويصبح البنيان الأسرى بأكمله معرضا للانهيار، حيث أن القوة الضامة الرابطة قد اهتزت، فكيف نتخيل حال الأسرة في حال أصُيبت الأم بالفصام (الشيزوفرينيا)، واضطربت بصيرتها، واختل حكمها على الأمور، وتشوه إدراكها، أو أصُيبت بالاكتئاب الذي يجعلها عاجزة عن فعل أي شيء لنفسها وغيرها، وأصبحت كارهة لكل شيء، حتى نفسها وأطفالها وزوجها، بعد أن كانت هي منبع الحب والحنان، فكيف لها في هذه الحالة أن ترعى أطفالها وزوجها وتلبى احتياجاتهم؟[/rtl]
[rtl]لذلك تعد إصابة الأم بالمرض النفسي كارثة متعددة الأبعاد بكل المقاييس، تستدعى رعايتها في المقام الأول بسرعة وفاعلية، ثم رعاية أفراد أسرتها الذين افتقدوا الاهتمام والرعاية.[/rtl]
[rtl]وهناك نقص واضح في الدراسات والأبحاث الميدانية الخاصة بمشكلات المرأة النفسية، ومعظم الجهود العلاجية في الوطن العربي تستند إلى نتائج دراسات غربية تختلف كثيراً في الظروف ونمط الحياة، لذلك أصبح من الضروري إنشاء تخصص نوعي لـ "طب نفسي المرأة"، على غرار "طب نفسي الأطفال"، و"طب نفسي المسنين"، ويكون لهذا الفرع وحداته وعياداته ودراساته وأبحاثه، وهذا لا يعنى اعتبار المرأة أقلية خاصة، أو فصل مشاكلها عن المشاكل النفسية العامة، وإنما للمساعدة على تركيز الأضواء والجهود على المشكلات ذات الطبيعة الأنثوية الخاصة.[/rtl]
[rtl]الخدمات النفسية[/rtl]
[rtl]وعلى الرغم من أن المرأة أكثر قبولاً لفكرة المرض النفسي، وأكثر طلباً للمساعدة، وعندها مرونة في العلاج والتحسن، إلا أن هناك عوائق كثيرة تحول دون استفادتها من العلاج في مجال الاضطرابات النفسية نوجزها فيما يلي:[/rtl]
[rtl]• المرأة تحتاج لإذن من زوجها، أو من أقاربها، لكي تذهب للعلاج، نظراً لأن هناك حالة من الإنكار العام للاضطرابات النفسية (على اعتبار أنها وصمة، أو ضعف إيمان، أو ضعف شخصية)، خاصة وأن تلك الاضطرابات تكون في أغلبها ذاتية تشعر بها المريضة في داخلها، ولا يظهر لها علامات عضوية تقنع الأهل بضرورة العلاج، وحتى فى حال حصولها على الإذن بالعلاج، فإنها لا تستطيع إكماله حتى نهايته لأسباب اجتماعية ومادية كثيرة.[/rtl]
[rtl]• كثرة اللجوء إلى المعالجين الشعبيين والدينيين على اختلاف توجهاتهم، حيث تعتقد المرأة كثيراً في أمور السحر والحسد والمس، لذلك تبحث عن الحل عند هؤلاء، ويشاركها– للأسف- أهلها في هذا التوجه، وهذا يحرم كثير من النساء من فرص علاج الأمراض النفسية ويؤخر وصولها إلى الطبيب المتخصص. [/rtl]
[rtl]• ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المرأة في صورة أعراض جسمانية، مما يجعلها تتخبط في زيارات كثيرة لأطباء في تخصصات أخرى ظناً منها أنها تعاني من اضطرابات جسمانية وليست نفسية، وهناك نقص شديد في المهارات لدى الأطباء العموميين في التعرف على الأعراض النفسية التي تظهر في صورة جسمانية، وذلك بسبب النقص في تدريس مادة الطب النفسي ضمن مناهج التدريس في كليات الطب.[/rtl]
[rtl]• بعض الاعتبارات الاجتماعية تجاه الاضطرابات النفسية، خاصة إذ ارتبطت بشبهة الانحراف الأخلاقي، مثل: الإدمان، واضطرابات الشخصية، وحالات الهوس والفصام، ففي مثل هذه الحالات تحاول الأسرة التستر على المريضة حتى لا يؤثر ذلك على سمعتها وسمعة الأسرة.[/rtl]
[rtl]• إمكانية تعرض المرأة للاستغلال أو الابتزاز خلال مراحل العلاج. [/rtl]
[rtl]• عدم وجود أماكن كافية ومناسبة لاحتواء المرأة حتى تُشفى، مما يجعلها تكتفي بالتردد على العيادات الخارجية رغم احتياجها الشديد لخدمات إضافية لا تتوفر إلا في الأقسام الداخلية. [/rtl]
[rtl]
[/rtl]