وهى من السور المدنيه وانزلت عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد الصلح معه ، فعقد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام النية أن يدخل فاتحا ، وقد أخبر بهذا السر
الصحابة المقربين له ومن ضمنهم حافظ بن بلتعة .
فأمنه على سر فتح مكة، ولكن حدث ما يصعب تفسيره من تلك الصاحب ب، أنه قام بإرسال رسالة مع
إمراءة من المشركين لسادة قريش يخبرهم فيها بنية رسول الله عليه الصلاة والسلام بفتح مكة .
ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعوا بالا تعلم قريش بأخباره وكان دعاءه مستجاب ،
فلما حدث ذلك الأمر من هذا الصحابي فجاء سيدنا جبريل بالوحي للنبي عليه الصلاة والسلام .
وقال له بأمر هذا الصحابي وأنه قام بإرسال كتاب لقريش يخبرهم فيه بأن النبي عليه الصلاة
والسلام سيغزوهم .فأمر النبي عليه صلى الله عليه وسلم عدد من أصحابه بالذهاب لمكان يسمى
بالروضة ، ويقع بين المدينة ومكة وأن يأتي بهذا الكتاب من تلك المرأة المشركة .
وبالفعل وصلا الصحابة له وهي تركب الناقة وصمموا على ضرورة تسليمهم الكتاب فألقته لهم
بعدما رأن منهم التصميم على أمرهم ، وكان مكتوب فيه الرسالة بالفعل وكان يدور مضمونها
عن تحذير قريش بأنه سيحدث غزو لهم من النبي صلى الله عليه وسلم . وعدد اياتها 13 ايه
مقاصدها
- عدمِ التودُّد إلى الكفَّار مهما كان الرابط معهم، فمن خرجَ في سبيل الله لا يلتفت إلى مثل
تلك الأمور، قال تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آمنُوا لا تتَّخِذُوا عدُوِّي وعَدوَّكُمْ أولِياءَ تلقُونَ
إليْهمْ بِالموَدَّةِ وقَدْ كفرُوا بمَا جاءكُمْ منَ الحَقِّ يخرِجُونَ الرَّسولَ وإيَّاكُم أنْ تؤمِنُوا باللَّهِ
ربِّكُم إن كنتُمْ خرجْتُمْ جهَادًا في سبيلِي وابتِغاءَ مرضَاتِي تسِرُّونَ إلَيهِمْ بالمَوَدَّةِ وأنَا أعلَمُ
بما أخفَيْتُمْ وما أعلَنْتُمْ ومنْ يفعَلْهُ منكُمْ فقَدْ ضلَّ سوَاءَ السَّبيل}
- ومن مقاصد سورة الممتحنة أن على المؤمنين أن يتبرؤوا من الكافرين
كما فعل سيدنا إبراهيم وقومه
- إخبار المسلمين أنَّ العداوة تظهرُ فقط للكافرين والمشركين في حالة القتال والاعتداء من قبلهم
أمَّا من لم يقاتلهم فلا بأس في معاملتهم كما قال تعالى: {لا ينهَاكُمُ اللَّه عنِ الَّذينَ لمْ يقاتِلُوكُم
في الدِّين ولَم يخرِجوكُمْ منْ ديارِكُمْ أنْ تبرُّوهُم وتقسِطُوا إليهِمْ إنَّ اللَّه يحِبُّ المقسِطِينَ}
- وبيَّنت السورة أيضًا القواعد التي يجبُ على المسلمين اتِّباعها أثناء معاملة النساء اللواتي
يأتينَمهاجرات من الكفر إلى الإيمان، ووجوب امتحانهنَّ فإذا ثبتَ إيمانهنَّ وجبَ عدمُ ردِّهنَّ
إلى ديارهنَّ، قال تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آمنُوا إذا جاءكُمُ المُؤمنَاتُ مهاجرَاتٍ فَامتحِنُوهنَّ اللَّهُ
أَعلمُ بإيمانِهِنَّ فإِن علِمتمُوهُنَّ مؤمِنَاتٍ فلَا تَرجعُوهُنَّ إلَى الكفَّارِ لا هنَّ حلٌّ لهمْ ولَا همْ يحلُّونَ
لهُنَّ وآتوهُمْ ما أنفَقُوا ولَا جنَاحَ علَيكُمْ أَن تنكِحُوهُنَّ إذَا آتيتُمُوهُنَّ أجورَهُنَّ ولَا تُمسكُوا
بعِصمِ الكَوافرِ واسأَلُوا ما أَنفقْتمْ وليسْأَلُوا ما أَنفقُوا ذلِكُم حُكمُ اللَّهِ يحكُمُ بينَكُمْ واللَّهُ عليمٌ حكِيمٌ}