الملخص أبو نواس كان في أول حياته ماجنًا خمّارًا يُكثر من كلام الفحش
اهتز فؤاده بالتوبة فاستغرب الناس وقالوا : أبو نواس رغم كبائره يتوب ! وكأنهم استبعدوا أن الله يغفر له , وأن الله يرحمه فقال أبياتًا وكأنه يرد عليهم , أبيات عجيبة وجدوها تحت فراشه الذي مات عليه في رقعة :
يا رب إن عظـمت ذنـوبي كـثرة ** فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجـوك إلا مـحسـن ** فبمن يلوذُ ويستجير المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعًا ** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
بدأنا بِــ حضور القلب // ثم زدنا عليها الفهـــم
سنأخذ الآن الشعور الثالث – وهو أعمق من المشاعر السابقة وفيه عبادة زائدة وطعم ألذ
وهذا الشعور لابد أن تُدخله في صلاتك
وهو " شعور الـــــــــــــرجاء "
وهو بمعنى
أن ترجوا رحمة الله
كيف نُحس بهذا الشعور ؟
تُحس به إذا عرفت الله , وكلما عرفت الله أكثر زاد رجاؤك في الصلاة أكثر
لن تجد لك أحدًا أرجى من الله , فالله أرجى لك حتى من أمك التي تخاف عليك وترعاك بالليل والنهار
ومن شدة قرب رجاء الله منك فليس عليك إلا سوى أن تظن بالله أي شيء تُحبه وهو سيكون عند حسن ظنك
في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه , يقول عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى :" أنا عند حسن ظن عبدي فليظن بي ما شاء " إذا دخلت بهذا الشعور ستتغيّر صلاتك حتمًا
يقول ابن القيم : والرّب تبارك وتعالى ليس له ثأرٌ عند عبده فيتشفى بعقابه , ولا يزيد ذلك في ملكهِ مثقال ذرة , ولو غفر لأهل الأرض جميعًا ما نقُص من ملكة مثقال ذرة
الله يحب منك أن ترجوه .. قال تعالى : وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ( النساء 27)
جرّب أن تظن أنه سيرحمك وسيغفر لك وسيرفعك , جرّب أن تُحس هذه المشاعر وأن الله سيجعلك من أهل الجنة بل ظنك بالله انه سيسكنك الفردوس الأعلى جاركَ فيها النبي صلى الله عليه وسلم , وأبشر فإن الله سيعطيك
قال تعالى ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
وليس المسألة احتمال بل يقين تام
قال صلى الله عليه وسلم " أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "
فانتم إن فعلتم ذلك أعطاك أكثر مِما ترجوه منه , ولكن بشرط ( أن يكون رجاء وليس أماني )
ما الفرق بين الرجاء والأماني ؟
الرجاء : أن تدخل في مشاعر سابقة ذكرناها بعمل
الأماني : يتمنى أن الله يرحمه ويغفر له بدون عمل
الرجاء له طعم في الصلاة , جرّب أن تُحسن ظنك بالله
السؤال : كيف أحصل على رحمة ربي ؟؟
الجواب بسيط : اطلبها منه وهو يُعطيكَ إياها .
قم الآن فصلي وأرجو ربك وهو يعيطكَ إياها , يعطيك رحمته