وسوف نتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن بإيجاز شديد.
(1) وحدة الكون
النظريات العلمية الحديثة تقول: إن الأرض كانت جزءًا من المجموعة الشمسية ثم انفصلت عنها وتبردت وأصبحت صالحة لسكنى الإنسان، ويبرهنون على صحة النظرية بوجود البراكين والمواد الملتهبة في باطن الأرض، وقذف الأرض بين حين وحين بهذه الحمم من المواد البركانية الملتهبة.
هذه النظرية الحديثة تتفق مع ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله جل شأنه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].
الرَّتْق: الضم والالتحام.
الفَتْق: الفصل بين الشيئين؛
(2) نشأة الكون
يقول العالم الفلكي (جينز):
إن مادة الكون بدأت غازًا منتشرًا خلال الفضاء بانتظام، وإن المجموعات الفلكية خُلقت من تكاثف هذا الغاز.
يقول الدكتور (جامبو): إن الكون في بَدْء نشأته كان مملوءًا بغاز موزع توزيعًا منتظمًا، ومنه حدثت عمليات التكون للأرض.
هذه النظرية نجد لها في القرآن الكريم ما يؤيدها، ولولا أن القرآن أخبر عن ذلك لاستبعدنا هذه النظرية؛
يقول الله تعالى:
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11].
فالقرآن صوَّر مصدر خَلْق هذا الكون (بالدخان)، وهو الشيء الذي يفهمه العرب من الأشياء الملموسة، أيكون في مقدور أمِّيٍّ، منذ أربعة عشر قرنًا، أن يدرك هذا في وقت كان الناس لا يعرفون شيئًا عن هذا الكون وخفاياه؟!؛