(16) الماء المالح لا يختلط بالماء العَذْب:
قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53].
أثبت العلمُ الحديثَ استحالة اختلاط ماء البحر بماء النهر، وإلا كان مِلحًا أجاجًا، وذلك بفضل خاصية الانتشار الغشائي (الأسموزي) التي تدفع جزيئات الماء العَذب إلى الانتشار داخل الماء المالح، وليس العكس، عبر السطح الفاصل بينهما (الحاجز أو البرزخ)، وفي هذا الصدد أيضًا تجدر الإشارة إلى معجزة بقاء ماء البحار والمحيطات دون تجمُّد؛ إذ يطفو الثلج المتجمد فوقها ليحفظ بقية الماء من التجمد، ويحفظ حياة الأسماك والأحياء البحرية، ولتستمر الملاحة فيه، ويرجع ذلك لخاصية وهَبها الله الماء دون سائر المواد الأخرى؛ أن كثافته تقل (لا تزيد كغيره) بالتجمُّد (كثافة الثلج أقل من كثافة الماء السائل)؛
(17) التلقيح بواسطة الرِّياح:
أثبت العلم الحديث أن الهواء هو الذي ينقُلُ الأعضاء المذكَّرة إلى المؤنَّثة في النخيل والتين وغيرها من الأشجار المثمرة، بواسطة الرياح؛ قال تعالى: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22]؛
(18) السَّحاب:
لقد كشَف العلم الحديث أن السحب منها ما هو موجب التكهرب، ومنها ما هو سالب، وعندما تقوم الرياح بدفعها وجمعها معًا، تتولد الشرارة المؤدية للبرق والرعد وسقوط الأمطار، وهو ما يتفق مع لفظ القرآن الكريم.
قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43]؛
(19) التقويم الشمسي والقمري:
الفرق بين التقويم القمري والشمسي 10-11يومًا في السنة،ومن هنا فإن ثلاثمائة عام شمسية تعادل تمامًا ثلاثمائة وتسعه أعوام قمرية، ومن هنا تتجلى دقة إعجاز التعبير القرآني في قصة أهل الكهف؛قال الله تعالى: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾ [الكهف: 25]؛
(20) التربة الزراعية:
مِن الحقائق الجيولوجية الدقيقة: أن التربة الطينية الساكنة إذا ما ابتلَّت بالماء تتحدَّد إلى أعلى وتتشقق، فيهتز أسفلها ويتحرك بجذور النبات وشعيراته، فانظر الدقة المعجزة في تطابق ذلك مع وصف قوله تعالى: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5]؛