لاشك أن الأنبياء- عليهم السلام- اصطفاهم الله تعالى على سائر خلقه، وحَمَّلهم أمانة تبليغ رسالته إلى الناس؛ ليعبدوا إلهاً واحداً، لا شريك له. وقد خص الله تعالى الأنبياء- عليهم السلام- بصفات ونِعَم لا توجد في غيرهم من البشر، ومن هؤلاء الأنبياء؛ سيدنا سليمان؛ الذي جمع الله تعالى له بين المُلك والنبوة، وآتاه الله من المعجزات؛ ما رفع بها قدره، وخصه بصفات جليلة؛ كان من أبرزها صفة الحكمة.
وقد تحدث العهد القديم عن حكمة سليمان في أكثر من سفر من الأسفار المقدسة، والتي وصفتها بأنها فاقت حكمة أهل الشرق جميعا؛ ولكنها أغفلت أنه صاحب عقيدة ودعوة، وأنه استخدم حكمته في دعوة أهل زمانه إلى الايمان بالله الواحد؛ كما تحدث عنها القرآن الكريم.
العهد القديم صَوَّر حكمة سليمان تصويرا مادياً بحتاً؛ وهذا التصوير الذي يحبه اليهود.
تعريف العهد القديم
تعريف العهد القديم في اللغة:
العهد في اللغة:
جاء في المعجم الوسيط تعريف العهد بأنه:
العلم. يقال: هو قريب العهد بكذا؛ قريب العلم به، وعهدي بك مساعداً للضعفاء: إني أعلم ذلك. وهي تعني: الوصية…، والميثاق الذي يكتب للولاة، واليمين التي تستوثق بها ممن عاهدك تقول: علي عهد الله لأفعلن كذا. ويأتي بمعنى: الزمان. يقال: كان ذلك على عهد فلان. والجمع: عهود وعهاد.
القديم في اللغة:
كلمة القديم في اللغة يمكن إيجاز تعريفها؛ بأنها: ما مضى على وجوده زمن طويل، والجمع: قدماء وقدامى
العهد القديم في الاصطلاح:
يمكن تعريف العهد القديم بأنه ” اسم يطلق على القسم الأول من الكتاب المقدس (Bible) تميزاً له عن القسم الثاني منه وهو العهد الجديد ، موضوعه: العهد الذي عاهد الله بنى إسرائيل، على النبي موسى، في جبل سيناء. وهو ينتظم من تسعة وثلاثين سفراً. كتب معظمها في الأصل بالعبرية، وكتب بعضها في الأصل بالآرامية. وهي تشتمل على تاريخ اليهود وتعاليم أنبيائهم. يطلق على الأسفار الخمسة الأولى – من العهد القديم، وهو المسماة بالأسفار الموسوية. على زعم أن النبي موسى هو الذي كتبها،- وهو زعم غير صحيح – اسم التوراة. “
الفصل الأول: حكمة سليمان عليه السلام في العهد القديم
تحدث العهد القديم عن الحكمة بصفة عامة في أكثر من سفر من الأسفار المقدسة، حتى إن كُتَّاب العهد القديم نَصُّوا على عدة أسفار وسموها بكتب الحكمة، ويعتبر سيدنا سليمان من أبرز الشخصيات التي تحدثت عن الحكمة في العهد القديم، حتى إن كُتَّاب العهد القديم نسبوا له عدة أسفار تتحدث عن الحكمة، وزعموا أنها لسليمان؛ وهي أسفار: الأمثال، والجامعة، ونشيد الإنشاد، وسفر الحكمة، وسفر مزامير سليمان.
وقد أثبت الباحثون في تاريخ الأديان عدم صحة نسبة هذه الأسفار لسيدنا سليمان
وقد جاءت حكمة سليمان في غير هذه الأسفار في مواضع متفرقة من أسفارهم المقدسة، مثل سفر الملوك الأول، وسفر أخبار الأيام الثاني، وسوف نتعرض لحكمة سليمان في بحثنا بالحديث عن مصدرها وصفتها، ونركز في الحديث عن حكمته؛ على ما اتفقوا على صحته في أسفارهم.وقبل الحديث عن مصدر الحكمة وصفتها، يجدر بنا أن نمهد في السطور التالية بالحديث عن ما يشتمل عليه العهد القديم من أسفار، ومكانة أسفار الحكمة بين أسفار العهد القديم.
فالعهد القديم الذي يؤمن بها اليهود والنصارى يتكون من أقسام عدة:
” أ ) الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى والتي يقابلها عند المسلمين: التوراة. وهي: سفر التكوين، سفر الخروج، سفر اللاويين، سفر العدد، سفر التثنية.
ويجدر التنبيه إلى أن فرقة السامريين اليهودية لا تؤمن بما سوى الأسفار الخمسة من توراتها السامرية…
ب) الأسفار التاريخية، وهي أسفار منسوبة لعدد من الأنبياء الذين عاصروا هذه المراحل التاريخية من حياة بني إسرائيل، وعددها اثني عشر: (سفر يشوع، سفر القضاة، سفر راعوث، سفر صموئيل الأول، سفر صموئيل الثاني، سفر الملوك الأول، سفر الملوك الثاني، سفر أخبار الأيام الأول، سفر أخبار الأيام الثاني، سفر عزرا، سفر نحميا، سفر أستير).
ج) أسفار الشعر والحكمة، وهي خمسة أسفار: (سفر أيوب، سفر المزامير، سفر الأمثال، سفر الجامعة، سفر نشيد الإنشاد)، وتنسب هذه المجموعة في غالبها إلى داود وسليمان- عليهما السلام- ومن المزامير ما ينسب إلى آخرين مجهولين يدعون بني قورح وأساف وإيثان (23 مزموراً)، ومنها المزامير اليتيمة (51 مزموراً)، ولا يعرف قائلها.
د) الأسفار النبوية، وتتكون من سبعة عشر سفراً، وهي: (سفر إشعيا، سفر إرميا، سفر مراثي إرميا، سفر حزقيال، سفر دانيال، سفر هوشع، سفر يؤئيل، سفر عاموس، سفر عوبديا، سفر يونان، سفر ميخا، سفر ناحوم، سفر حبقوق، سفر صفينا، سفر زكريا، سفر حجي، سفر ملاخي). وتسمى الأسفار الستة الأولى أسفار الأنبياء الكبار، والبقية الأنبياء الصغار.
هـ) أسفار الأبوكريفا السبعة، وهي: ( باروخ، طوبيا، يهوديت، الحكمة، يشوع بن سيراخ، المكابيين الأول، المكابيين الثاني). يسميها البعض الأسفار الخفية، وكانت هذه الأسفار موضع قبول من جميع النصارى حتى القرن السادس عشر الميلادي، في حين رفض البروتستانت قبولها تبعاً لليهود في ذلك في حين يؤمن بها الأرثوذكس والكاثوليك، وإن كانوا يطبعونها منفردة في بعض النسخ الحديثة حرصاً على الوحدة
الدينية للمذاهب النصرانية.
وعن بداية حكمة سليمان ومصدرها، جاء في سفر الملوك الأول ما نصه:
( فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً، وَقَالَ اللهُ: «اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ». فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرّ وَاسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ابْنًا يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهذَا الْيَوْمِ. وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ. وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ، شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْبًا فَهِيمًا لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا؟» فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأَمْرَ.
فَقَالَ لَهُ اللهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّامًا كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى، وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزًا لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ، هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ، كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ، فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ». فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ. وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِهِ.)
وقد جاء في سفر أخبار الأيام الأول تكرار هذه القصة، وهذا الحوار.
فمن خلال النص السابق يتضح: أن سليمان تراءى له الرب في الحلم، وسأله سليمان أن يهبه حكمة وعقلاً راجحاً، يستطيع به أن يحكم بين الشعب، ويميز به بين الخير والشر، فاستجاب الرب دعاءه، وأعطاه غنى وكرامة فوق ما طلب،، فقام من نومه وجاء إلى أورشليم وقرب ذبائح شكراً على هذه النعمة.
وفي الفقرة التالية من سفر الملوك يوضح كتاب هذه الأسفار، أن وعد الله تحقق لسليمان،فقد عرضت عليه قضية غامضة، فقام بحلها بعد ما فشل كثير من القضاة في حلها، وهذا دليل على صدق وعد الرب له. فتحكي الأسفار تفاصيل هذه القضية، وكيف قام سليمان بحلها؛ فتقول:
حِينَئِذٍ أَتَتِ امْرَأَتَانِ زَانِيَتَانِ إِلَى الْمَلِكِ وَوَقَفَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ الْوَاحِدَةُ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. إِنِّي أَنَا وَهذِهِ الْمَرْأَةُ سَاكِنَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ وَلَدْتُ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ بَعْدَ وِلاَدَتِي وَلَدَتْ هذِهِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا، وَكُنَّا مَعًا، وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا غَرِيبٌ فِي الْبَيْتِ غَيْرَنَا نَحْنُ كلْتَيْنَا فِي الْبَيْتِ. فَمَاتَ ابْنُ هذِهِ فِي اللَّيْلِ، لأَنَّهَا اضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ. فَقَامَتْ فِي وَسَطِ اللَّيْلِ وَأَخَذَتِ ابْنِي مِنْ جَانِبِي وَأَمَتُكَ نَائِمَةٌ، وَأَضْجَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا،
وَأَضْجَعَتِ ابْنَهَا الْمَيْتَ فِي حِضْنِي.
فَلَمَّا قُمْتُ صَبَاحًا لأُرَضِّعَ ابْنِي، إِذَا هُوَ مَيْتٌ. وَلَمَّا تَأَمَّلْتُ فِيهِ فِي الصَّبَاحِ، إِذَا هُوَ لَيْسَ ابْنِيَ الَّذِي وَلَدْتُهُ». وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ الأُخْرَى تَقُولُ: «كَلاَّ، بَلِ ابْنِيَ الْحَيُّ وَابْنُكِ الْمَيْتُ». وَهذِهِ تَقُولُ: «لاَ، بَلِ ابْنُكِ الْمَيْتُ وَابْنِيَ الْحَيُّ». وَتَكَلَّمَتَا أَمَامَ الْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «هذِهِ تَقُولُ: هذَا ابْنِيَ الْحَيُّ وَابْنُكِ الْمَيْتُ، وَتِلْكَ تَقُولُ: لاَ، بَلِ ابْنُكِ الْمَيْتُ وَابْنِيَ الْحَيُّ». فَقَالَ الْمَلِكُ: «اِيتُونِي بِسَيْفٍ». فَأَتَوْا بِسَيْفٍ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ. فَقَالَ الْمَلِكُ: «اشْطُرُوا الْوَلَدَ الْحَيَّ اثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفًا لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفًا لِلأُخْرَى». فَتَكَلَّمَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي ابْنُهَا الْحَيُّ لِلْمَلِكِ، لأَنَّ أَحْشَاءَهَا اضْطَرَمَتْ عَلَى ابْنِهَا، وَقَالَتِ: «اسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ». وَأَمَّا تِلْكَ فَقَالَتْ: «لاَ يَكُونُ لِي وَلاَ لَكِ. اُشْطُرُوهُ».
فَأَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: «أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ فَإِنَّهَا أُمُّهُ». وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحُكْمِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ الْمَلِكُ خَافُوا الْمَلِكَ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا حِكْمَةَ اللهِ فِيهِ لإِجْرَاءِ الْحُكْمِ).
وتتحدث الأسفار المقدسة عن وصف حكمة سليمان ؛ فتصفها بأنها كانت حكمة عظيمة وعميقة، فاقت كل البشر، وكانت حكمة متكاملة، شاملة، شملت كل الفروع، من علوم النبات، والحيوان، والشعر والفلسفة والأمثال والبناء والزراعة، حتى إن الملوك أرسلوا السفراء إلى سليمان ليستفيدوا من هذه الحكمة العظيمة. فتقول الأسفار:
( وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّا، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ،…… وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ حَوَالَيْهِ. وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَل، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفًا وَخَمْسًا. وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ. )
ومما سبق عرضه يتضح: أن أسفار العهد القديم تحدثت عن حكمة سليمان ، وبينت أن مصدرها من طلب سليمان نفسه هذه الحكمة في الحلم، وأن الله أعطاها إياها، فكانت حكمة عظيمة فاقت جميع البشر، وكانت حكمة شاملة شملت كل مجالات الحياة، وقد حقق الله وعده لسليمان فقضى بين الناس بالحكمة والفهم والعدل، وفي قصة المرأتين دليل على حكمته الباهرة، لكن هذه الحكمة لم تكن مقدسة ولم يكن مصدرها الوحي الإلهي، لأن كُتَّاب العهد القدم نفوا عن سيدنا سليمان صفة النبوة، وذكروا في أسفارهم ما ينافي هذه الحكمة، وهذا ما سنوضحه في الفصل الثالث عند الحديث عن المقارنة بين الحكمة في العهد القديم والقرآن الكريم.