معاني بعض الكلمات
وَطُورِ سِينِينَ يعني: الجبل الذي كلم الله علیه موسی عليه السلام
وهذه إشارة إلى عهد موسی.
الْبَلَدِ الْأَمِينِ يعني: مكة المكرمة، وسمي بالأمين؛ لأنه يأمن الناس فيه.
أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ يعني: أعدل قامة، وأحسن صورة.
أَسْفَلَ سَافِلِينَ أي: إلى النار، لأن بعضها أسفل من بعض.
غَيْرُ مَمْنُونٍ أي: غير منقوص أو غير ممنون به عليك.
بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ أي: هو أقضى القاضين، وأعدل العادلين.
المعنى العام للسورة
ابتدأت السورة بالقسم بالبقاع المقدسة والأماكن المشرفة، التي خصها الله تعالى بإنزال
الوحي فيها على أنبيائه ورسله وهي بيت المقدس والجبل الطور ومكة المكرمة على
أن الله تعالی کرم الإنسان، فخلقه في أجمل صورة، وأبدع شكله،
وإذا لم يشكر نعمة ربه فسیرد إلى أسفل دركات الجحيم:
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ . وَطُورِ سِينِينَ . وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ).
ووبخت الكافر على إنكاره للبعث والنشور، بعد تلك الدلائل الباهرة التي تدل على
قدرة رب العالمين، في خلقه للإنسان في أحسن شکل، وأجمل صورة:
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).
وختمت ببيان عدل الله بإثابة المؤمنين، وعقاب الكافرين:
(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ . أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ).
وفيها تقرير للجزاء، وإثبات للمعاد.
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة التين:
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)
أي: أقسم بالتين والزيتون لبركتهما وعظيم منفعتهما.
والمقصود هنا: هو التين الذي نأكله والزيتون الذي تعصر منه الزيت.
(وَطُورِ سِينِينَ)
أي: وأقسم بجبل طور سيناء الذي كلم عليه موسى عليه السلام.
(وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)
أي: وأقسم بالبلد الأمين مكة المكرمة التي من دخلها فإنه يأمن على نفسه وماله.
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
هذا هو جواب القسم.. أي: لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة وأعدل خلق متصفا بأجمل
وأكمل الصفات، من حسن الصورة، وانتصاب القامة، وتناسب الأعضاء، مزينا بالعلم
والفهم، والعقل والتمييز، والنطق والأدب.
(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)
أي: ثم أنزلنا درجته إلى أسفل سافلين؛ لعدم قيامه بموجب ما خلقناه له، حيث لم
يشكر نعمة خلقنا له في أحسن صورة، ولم يستعمل ما خصصناه به من المزايا في
طاعتنا ؛ فلذلك سنرده إلى أسفل سافلين، وهي جهنم.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)
أي: إلا المؤمنين المتقين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح.
(فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
أي: فلهم ثواب دائم غیر مقطوع عنهم، وهو الجنة دار المتقين هم فيها خالدون.
(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)
أي: فما سبب تكذيبك أيها الإنسان، بعد هذا البيان وبعد وضوح الدلائل والبراهين؟
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
أي: أليس الله الذي خلق وأبدع، بأعدل العادلين حكما، وقضاء، و فصلا بين العباد؟