بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . ولَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .
ولَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ . وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
مقدمة على السورة
سورة الكافرون مكية، وهي سورة التوحيد والبراءة من الشرك والضلال، فقد
دعا المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المهادنة، وطلبوا منه أن
يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إلهه سنة، فنزلت السورة تقطع أطماع الكافرين،
وتفصل النزال بين الفريقين: أهل الإيمان، وعبدة الأوثان،
وترد على الكافرين تلك الفكرة السخيفة في الحال والاستقبال.
من فضائل السورة
من فضائل هذه السورة الكريمة أنها ترشد المؤمنين إلى البراءة من الشرك
والمشركين، والكفر والكافرين.
فيروی نوفل الأشجعي رضى الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال:
“إذا أخذت مضجعك فاقرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، فإنها براءة من الشرك”.
ويستحب قراءة تلك الصورة في سنة الفجر، کما روى أبو هريرة عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتی الفجر:
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قل هو الله أحد).
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الكافرون:
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)
أي: قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يدعونك أنت وأصحابك لعبادة الأصنام.
(لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)
أي: أنا لن أعبد هذه الأصنام التي تعبدونها أبدا بل أنا بريء من تلك الآلهة
والمعبودات التي لا تضر ولا تنفع.
(وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)
أي: ولا أنتم يا معشر المشرکین عابدون إلهى الحق الذي أعبده..
فأنتم تعبدون الأصنام وأنا أعبد الإله الحق وهو رب العالمين.
(وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ)
أي: ولن أعبد الأصنام أبدا.
(وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)
أي: ولستم أنتم في المستقبل بعابدين إلهى الحق الذي أعبده.
. والذي يجب على كل إنسان أن يعبده وحده.
(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)
أي: فكونوا كما شئتم .. فلكم شرککم ولی توحیدی ..
وهذا غاية في التبرؤ من عبادة الكفار والتأكيد
على عبادة الحق جل وعلا.