معاني بعض الكلمات:
قَدَّرَ فَهَدَى: قدر قدرا، وأرشد الخلائق إليه.
الْمَرْعَى: النيات، والعشب الأخضر.
غُثَاءً: هو ما يقذف به السيل على جوانب الوادي من الحشيش والنبات، وغيرهما،
ويقال لها إذا تحطمت ویبست: غثاء.
أَحْوَى: اسود بعد الخضرة، وذلك أن العشب إذا يبس بعد الجفاف اسود.
لِلْيُسْرَى: عمل الخير.
يَخْشَى: يتقى الله ويخافه.
تَزَكَّى: تطهر من الشرك، وقال: لا إله إلا الله.
فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الأعلى:
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)
أي: نزه یا محمد ربك الأعلى عن صفات النقص وعما يقوله الظالمون مما
لا يليق به من النقائص والقبائح.
(الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى)
أي: الذي خلق جميع المخلوقات فأتقن خلقها وأبدع صنعها في أحسن وأجمل
الأشكال وأحسن الهيئات.
(وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى)
أي: الذي قدر في كل شيء خواصه ومزاياه وهدى الناس جميعا لكيفية
الانتفاع بما في تلك الأشياء..
ولو تأملنا لما في النباتات والجمادات والمعادن من منافع، وكيف أن الله هدى الإنسان
للانتفاع بكل ما في الأرض من الكنوز وما على ظهرها من النباتات والحيوانات
وغيرها فاستطاع أن يصنع الأدوية والعقاقير النافعة، واستطاع أن يصنع وسائل
المواصلات والملابس والمباني، وغيرها مما يعود عليه نفعها.
(وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى)
أي: أنبت كل ما تحتاج إليه الدواب من الحشائش والنباتات والأعشاب.
(فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى)
أي: جعله بعد الخضرة أسود باليا بعد أن كان ناضرا.. على الرغم من أنه أصبح باليا
يابسا إلا أنه يصبح في هذا الوقت طعاما جيدا لكثير من الحيوانات.
(سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى)
أي: سنقرئك يا محمد هذا القرآن العظيم الذي ستسعد به البشرية كلها فتحفظه في
صدرك ولا تنساه أبدا.
(إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ)
أي: لكن ما أراد الله نسخه فإنك تنساه وفي هذه الآية معجزة له عليه الصلاة والسلام؛ لأنه
كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وكان مع ذلك لا ينسى ما أقرأه جبريل عليه السلام، وكونه يحفظ
هذا الكتاب العظيم من غير دراسة ولا تكرار ولا ينساه أبدا، من أعظم البراهين على
صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.
(إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى)
أى: أنه سبحانه وتعالى هو الذي يعلم بكل ما يجهر به العباد وبكل ما يخفونه من الأقوال
والأعمال فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
(وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى)
أي: سوف نیسر لك كل أمر عسير في دنياك وكذلك سوف يسر لك هذا الدين بأن نوفقك
لتلك الشريعة السمحة البالغة في اليسر فهي من أيسر وأسهل الشرائع السماوية..
وهي شريعة الإسلام.
(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)
أي: فذكر بهذا القرآن حيث تنفع الموعظة والتذكرة.
(سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى)
أي: سينتفع بهذه الذكرى والموعظة صاحب القلب الحي الذي يخاف الله ويخشاه.
(وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى)
أي: وسوف يرفض ويبتعد عن قبول هذه الذكرى والموعظة الكافر الشقى المبالغ في الشقاوة.
(الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى)
أي: الذي سيدخل نار جهنم المستعرة الشديدة الالتهاب والتي هي أشد من نار الدنيا سبعين مرة.
(ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى)
أي: رغم كل هذا العذاب في النار، فإنه مع ذلك لا يموت فيستريح من هذا العذاب
ولا يحيا الحياة الطيبة الكريمة بل هو خالد مخلد في العذاب والشقاء.
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)
أي: قد فاز من طهر نفسه وقلبه بالإيمان والتوحيد وأخلص العمل لله جل وعلا
واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)
أي: ذكر عظمة ربه وجلاله فصلى الصلوات الخمس خشوعا وامتثالا الأمر ربه جل وعلا.
(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
أي: بل تفضلون أيها الناس تلك الحياة الفانية على الآخرة الباقية فتشتغلون من أجله
ا وتنسون الآخرة التي هي الحياة الحقيقية الباقية.
(وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
أي: والحال أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا وذلك لأن الدنيا مهما طالت فهي
قصيرة فانية، وأما الآخرة فهي الباقية فكيف ينشغل الإنسان العاقل بالفانية عن الباقية؟!
(إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى . صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)
أي: إن هذه المواعظ المذكورة في هذه السورة، مثبتة في الصحف القديمة المنزلة على
إبراهيم وموسى عليهما السلام، فهى مما توافقت فيه الشرائع وسطرته الكتب السماوية
، كما سطره هذا الكتاب المجيد